– السعودية تقدم للبنان مليار دولار لدعم الجيش في مكافحة الإرهاب
– أمين عام الائتلاف الوطني السوري يُحَذّر “حزب الله” من زرع الفتنة في لبنان
– كتلة المستقبل: مشاركة “حزب الله” في القتال مع نظام الأسد جلبت الويلات للبنان
قال مصدر أمني: إن هدنة انهارت بين الجيش اللبناني ومسلحين إسلاميين يوم الثلاثاء، مع استئناف الاشتباكات في بلدة قرب الحدود السورية يدور قتال فيها بين الجانبين منذ يوم السبت، وأوضح المصدر أن الهدنة التي تم الاتفاق عليها في عرسال في وقت سابق يوم الثلاثاء انهارت، حين أُطلقت نيران على موقع للجيش؛ وذلك بحسب “رويترز”؛ فيما حذّر عدد من السياسيين من فتنة في لبنان سببها تورط حزب الله فيما يجري بسوريا.
وكان من المقترح أن يستمر وقف إطلاق النار 24 ساعة من السابعة مساء 16:00 بتوقيت جرينتش، وأن يُسمح لوسطاء بالتحري عن مصير 22 جندياً مفقوداً، وتلبية الاحتياجات الإنسانية لعشرات الألوف من المدنيين في المنطقة.
وسمحت الهدنة بإجلاء بعض اللاجئين المصابين بإصابات مختلفة نتيجة وقوعهم في منطقة الاشتباكات؛ حيث يُعَدّ اللاجئون في مخيمات عرسال هم الضحايا الأكثر تضرراً نتيجة الاشتباكات بين المسلحين القادمين من سوريا -والذين لم تُعرف هوياتهم بعد- والجيش اللبناني بمشاركة عناصر تابعة لحزب الله؛ وذلك بحسب مقاطع فيديو مسربة أظهرت ميليشيات “حزب الله” تقوم بقصف عرسال مع إطلاق عبارات طائفية. وتجددت الاشتباكات في عرسال على “محور رأس السرج، والمهنية، وعين عطا، وأودي الرعيان”؛ وذلك بحسب وسائل إعلام لبنانية.
الدعم السعودي
وفي موازاة ذلك، قال رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، الليلة الماضية: “أبلغني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- أنه أصدر أمره الكريم بتقديم مساعدة للجيش اللبناني والأمن الوطني بمبلغ مليار دولار؛ وذلك لدعمهما، ولتعزيز إمكاناتهما للمحافظة على أمن واستقرار لبنان، شقيقة المملكة العربية
السعودية”.
وأضاف، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده “الحريري” في قصر خادم الحرمين الشريفين بجدة: “هذا الدعم يا إخوان مهم جداً؛ وخاصة في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان، المرحلة التي يُحارب الإرهاب “داعش” و”الإرهابيين” الذين هجموا على مدينة عرسال وعلى الأراضي اللبنانية، وهذا الدعم يُشكر خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية وشعبها عليه”.
منعطف خطير
من جهته، أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد كبارة في مؤتمر صحافي في دارته في طرابلس “دعم الجيش بشكل كامل في معركته ضد الإرهاب والزمر المسلحة التي تسللت إلى عرسال”.
واعتبر “كبارة” أن البلد دخل منعطفاً خطيراً مع إطلاق النار على بعثة الوساطة أثناء دخولها عرسال، وإصابة الشيخ سالم الرافعي ونبيل الحلبي، ومرافقهما؛ مشيراً إلى أن “عرسال -كما لبنان كله- هي اليوم بين نارين؛ نار الإرهاب التكفيري الآتي عبر الحدود، ونار الإرهاب التفجيري النابع من داخل الحدود؛ في إشارة إلى ميليشيات “حزب الله”، ونحن نرفض الإرهابَيْن معاً، ونرفض التحالف مع أي منهما ضد الآخر”.
خطيئة “حزب الله”
وشدّد “كبارة” على أن مشاركة “حزب الله” في القتال إلى جانب النظام السوري هي التي جرّت الويلات على لبنان، كما أن مشاركة “حزب الله” ساهمت في دفع المسلحين السوريين إلى الجانب اللبناني، وبالتالي ساهمت في توريط لبنان في الحريق السوري، وعلى “حزب الله” الانسحاب من سوريا؛ لأنه تَسَبّب في جرّ لبنان إلى الخراب، وهو مسؤول عن كل الويلات بسبب سياسته وتبعيته للسياسة الإيرانية”.
ومن جهته نفى “حزب الله” مسؤليته عن أي مشاركة له في عرسال؛ على الرغم من مقاطع الفيديو التي تُظهر خلاف ذلك؛ حيث نفى النائب اللبناني علي المقداد، عضو كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لـ”حزب الله”، اتهامات عضو كتلة تيار المستقبل محمد كبارة لـ”حزب الله” بقصف بلدة عرسال التي سيطر عليها المسلحون.
وقال “المقداد” تعليقاً على ما وصفه بادعاءات النائب كبارة ومجموعته: عَوّدنا النائب محمد كبارة ومجموعته اللصيقة أن يبثوا التهم جزافاً، ويحرضوا زوراً وعدواناً، وينشروا الأكاذيب والأضاليل؛ للتعمية على مواقفهم التي لا تنسجم مع المواطنة الصادقة، والتغطية على انحيازهم للداعشية السياسية المنبوذة من الجميع.
تشتيت الانتباه عن بشار
وبدوره حذّر الأمين العام للائتلاف الوطني السوري نصر الحريري من محاولات “حزب الله” في زرع الفتنة في لبنان، بعد غرق عرسال بدماء المئات من اللاجئين السوريين؛ على حد وصفه.
وأضاف: “في هذه الظروف العصيبة ليس من مصلحة أحد تشتيت الأنظار والبندقية عن المعركة الأساسية ضد نظام بشار الأسد”، وعَبّر عن أسفه من ظهور تسجيلات تُظهر مجموعات تابعة لـ”حزب الله” تقصف عرسال بشكل عشوائي؛ محذراً من أن استمرار “حزب الله” في قصف عرسال سيؤدي إلى نشوب فتنة تجتاح لبنان من أقصاه إلى أقصاه.
يُشار إلى “حزب الله” يشارك علناً في القتال إلى جانب النظام السوري؛ ففي سوريا هو متهم بارتكاب مجازر على طول التراب السوري، وكان الحزب قد تكبد خسائر فادحة في سوريا، وبحسب تقارير استخباراتية غربية؛ فإن عدد قتلى “حزب الله” قد تجاوز أكثر من 500 قتيل، والمصابين أكثر من 1500 مصاب.
وتتهم أغلبية القوى اللبنانية “حزب الله” وميليشياته الإرهابية باستدعاء المجموعات المتطرفة والفتنة إلى لبنان؛ بسبب تدخّله السافر في سوريا وعجز الحكومة والجيش اللبناني عن منع الحزب من التدخل في الصراع، وهو ما يثير الكثير من الجدل حول دعم حزب الله الحالي لموقف الجيش والحكومة في عرسال؛ بينما لا يعير للحكومة اللبنانية والجيش أي اعتبار في تدخله الإجرامي في سوريا؛ مواصلاً مساندة النظام السوري في ارتكاب المجازر في سوريا، ورأى العديد من المحللين أن مسألة انتقال الصراع إلى لبنان مسألة نظر؛ لوضع “حزب الله” نفسه موضع خصم لكل الشعب؛ الشعب السوري الذي ثار على نظام الأسد.