واصل مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام -المعروف إعلاميًّا بـ”داعش”- توسيع رقعة سيطرتهم على الأراضي العراقية، ونجحوا في ضم أراضٍ جديدة، ودفعوا بمئات الآلاف نحو النزوح من أراضيهم، بالتزامن مع الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة خلال الأيام الماضية، والتي راح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف المصابين.
وبات تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر، في العراق وسوريا معًا، على مساحة تعادل أضعاف مساحة دولة مثل لبنان أو الأردن، وينشر هذا التنظيم في تلك المناطق سياسة الإرهاب والرعب التي طغت حتى على الأفعال الشنيعة التي قامت بها القاعدة أو حركة طالبان.
ونشرت إذاعة صوت ألمانيا “DW” مقالا لرئيس القسم العربي راينر زوليش، كتب فيه أنه لا مفر من المواجهة العسكرية مع مسلحي “الدولة الإسلامية”.
وقال زوليش إن مقاتلي داعش استغلوا انشغال العالم بأسره بالوضع في غزة، ووسعوا من حصة أراضيهم بالعراق، فبعد أن سيطر مسلحو “الدولة الإسلامية” (المعروفة بداعش سابقًا) على مدينة الموصل شمالي العراق في يونيو، حققوا في الأيام القليلة الماضية مفاجأة جديدة بالاستيلاء على مدينتي سنجار وزمار القريبتين من الموصل أيضًا، كما استولوا على حقلي نفط جديدين، وعلى سد الموصل الذي يُعتبر أكبر سد في العراق.
وتحدثت مواقع إخبارية كردية وعربية عن حالات إعدام ميداني، وأكثر من 200 ألف شخص، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، لاذوا بالفرار.
وتساءل الكاتب: من بإمكانه إيقاف إرهاب تنظيم “الدولة الإسلامية”؟ الجيش العراقي أثبت لدى احتلال الجهاديين للموصل عجزه عن مواجهة هؤلاء المقاتلين ذوي التسليح الجيد والتمويل الكبير؛ فالمدينة سقطت بأيدي التنظيم دون قتال عمليًّا، كما أظهرت المعارك الأخيرة أنه حتى قوات البشمركة، التي طالما عرف عنها القوة وصرامة التدريب، كانت قدرتها محدودة أمام الجهاديين.
وأوضح الكاتب أن ما قامت به عشائر سنية في شرق سوريا (ريف دير الزور) يُمكن أن يشكل نموذجًا ناجحًا لكيفية مواجهة هذا التنظيم المتشدد، حيث باتوا يحاربون على جبهتين: قوات الأسد وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
ولفت الكاتب إلى أن الإرهاب لا ينشأ من العدم، فالمقاتلون يستفيدون من قصف الديكتاتور السوري بشار الأسد لجزء من شعبه، ومن تهميش رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للسنة في العراق، وإبعادهم عن السلطة، وهذا الأخير يحاول أن يحصل على تمديد جديد للبقاء في منصبه، ولكن مساعي إيجاد حلول سياسية معقدة للغاية ولم تعد كافية للسيطرة على الوضع.
وخلص الكاتب إلى أنه لا مفر من المواجهة العسكرية مع مسلحي “الدولة الإسلامية”.