رصدت صحيفة “الجارديان” البريطانية قصة لبابة عبد الله الفتاة الإثيوبية التي تحلم بالعودة مرة أخرى للعمل في السعودية في محاولة من الصحيفة لمعرفة سر إقبال الفتيات الإثيوبيات على السفر بالرغم من المخاطر التي تنتظرهن في الطريق.
وبحسب رواية “لبابة ” للصحيفة فإنها أجبرت على ترك المدرسة وهي في الـ 16 من عمرها لتتزوج من شاب في الـ 22 ، وتؤكد “لبابة” في روايتها أنها لم تلق إلا المعاملة السيئة من زوجها الذي كان يضربها دائما ويهددها بتركها والسفر للعمل في المملكة.
وقالت لبابة:”لم أجد خيارا أفضل من الطلاق؛ لقد كان يضربني دائما ولو حاولت السفر معه فسيكون هذا مكلفا جدا ولن أستطيع الإنفاق على أمي وإخوتي لذلك آثرت الطلاق بعد أشهر قليلة من الزواج”.
ونقلت الصحيفة عن لبابة قولها إنها اكتشفت عقب طلاقها أن زواجها سيساعدها كثيرا في السفر إذ إن المسؤولين عن توظيف الإثيوبيات في دول الخليج يفضلون المتزوجات.
وبحسب لبابة فإن الفقر الشديد الذي كانت تعاني منه عائلتها التي لا تمتلك سوى هكتار من الأرض الزراعية ورغبتها في مساعدة أخيها الأكبر على استكمال تعليمه في المدرسة هما السببان اللذان دفعاها للسفر للسعودية.
وأفادت الصحيفة أن لبابة سعدت كثيرا في المملكة حيث شاهدت المساكن الأنيقة والشوارع النظيفة المليئة بالإعلانات الملونة، ونقلت الصحيفة تعليق لبابة حيث قالت: رؤية جمال البنايات هناك جعلني أتمنى أن أهاجر للمملكة وأترك ورائي كل شيء”.
وبالرغم من أن سفرها كلفها الكثير من الأموال إذ كان يجب عليها أن تدفع 445 جنيها إسترلينيا من أجل الحصول على أوراق مزورة تفيد بأن عمرها 27 عاما من أجل الهروب من الحظر الذي تفرضه الدولة على سفر من هم أقل من 18 عاما للعمل خارج إثيوبيا.
إلا أن لبابة أكدت أن راتبها الذي حصلت عليه في المملكة كخادمة منزلية لأسرة سعودية مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال وبلغ 800 ريال في الشهر كان كافيا لتسديد الأموال التي اقترضتها لتزوير أوراقها المطلوبة للسفر وللإنفاق على عائلتها التي تمكنت بهذه الأموال من إدخال الكهرباء والمياه والإنفاق على حاجة الأسرة من الطعام.
وبدت لبابة حزينة جدا وهي تقول إن عملها انتهى في المملكة بعد 20 شهر ا من ذهابها هناك عندما قامت السلطات السعودية بعمل حملة ترحيل لعدد من العمال الأجانب العاملين داخل المملكة بشكل غير قانوني.
وقالت: “أنا الآن حزينة لأني لا استطيع العودة للعمل هناك وليس أمامي إلا النظر لعائلتي وهي تعاني ولا تجد ما يكفي من الأموال لسد احتياجاتها”.
وتؤكد الصحيفة أن الشعور “بالدونية” والحاجة الماسة للمال وما تتناقله الفتيات الإثيوبيات من قصص عن ثراء أهل الخليج هم من أهم الأسباب الدافعة للإثيوبيات لتحمل مشاق السفر لدول الخليج وفي مقدمتهم المملكة.