سلط موقع “بي بي سي” النسخة الإنجليزية، في تقرير مطول ترجمته “عاجل”، الضوء على الأخطار التي تهدد المملكة العربية السعودية، بعد تقدم مجموعات المتشددين في العراق خلال الأيام الماضية بمحازاة حدود المملكة بجانب عناصر القاعدة في بلاد اليمن، ما يفرض عليها التأهب لأي تهديد محتمل.
وبيَّن التقرير، الذي أعده المراسل الأمني للموقع فرانك جاردنر، الاتهامات الزائفة التي توجهها إيران للسعودية لتمويل التنظيم الإرهابي.
وقال جاردنر في تقريره، على طول امتداد الحدود السعودية، توجد حدود صحراوية مع جارتها الشمالية العراق، وهنا أسباب لكي يبقي حراس الداخلية على أهبة الاستعداد هناك.
وأضاف: إن تنظيم داعش الذي يتمتع بعتاد جيد وتمويل قوي، استولى على أغلبية المناطق الغربية في العراق، وهو الآن على أعتاب المملكة، مشيرا إلى أن ما يقرب من نصف 900 كم هي مسافة الحدود العراقية- السعودية، مع محافظة الأنبار تقع الآن تحت سيطرة داعش، وهي الآن قادرة- إلى حد كبير – على نقل المقاتلين إلى أي مكان تريد.
وتابع: إن المملكة العربية السعودية ربما لا تكون أصبحت في هذا المشهد بشكل مباشر حاليا، ولكن المسؤولين يخشون أن تكون المسألة مسألة وقت، وتنقل “داعش” مقاتلين حيث تريد وتشن حربا ضد المملكة.
ولفت إلى أن خادم الحرمين الشريفين أمر باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتأمين المملكة من هذه الجماعات المتطرفة، أو غيرها والتي من شأنها تعكير صفو الوطن.
وتساءل “جاردنر” عن رد الفعل المحتمل من داعش، وأجاب بأنه واقعيا الحدود الشمالية مؤمنة بشكل كبير، فمنذ عام 2006 تم تعزيز الساتر الرملي وتم تزويده بنظام مراقبة وأسوار تعلوه أسلاك شائكة ومدعوم بقواعد عسكرية.
وأكد الكاتب أن هذا الساتر غير قابل للاختراق؛ لكنه لن يكون عقبة على المتسللين من الحدود الغامضة التي تفصل شمال العراق عن سوريا، والتي أزالت ما في طريقها بكل سهولة الشهر الماضي.
وأشار عقب زيارة سابقة له لوزارة الداخلية السعودية قائلا: عندما قمت بزيارة مقر وزارة الداخلية في الرياض العام الماضي، كشف لي المتحدث الرسمي باسم الوزارة، اللواء منصور التركي، بعض النماذج الدفاعية لحدود بلاده مع العراق.
ولفت إلى أن حديث اللواء تركي بدا أن فيه حالة من الارتياح بعض الشيء عن حديثه عن الحدود الشمالية مقارنة بالحدود الجبلية مع اليمن في الجنوب، التي شهدت إصابة الكثير من حراس الحدود عند تصديهم لمهربي المخدرات والمهاجرين والمتسللين من تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية.
وأوضح أنه بالنسبة للسلطات السعودية، الوضع يحمل تشابها واضحا لما كانوا يواجهونه منذ عقد من الزمان، حيث إن حالة الاضطراب عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية وتفكيك الحكومة المركزية، دفع عددا كبيرا من شباب السعودية للتوجه للعراق وخوض ما يرونه حربا مقدسة والجهاد .
وأضاف الكاتب أنه و رغم الفتاوى التي تحظر مثل هذه الاعمال، فإن عددا من السعوديين يمكنه الوصول إلى سوريا والعراق والالتحاق بداعش.
وبالنسبة للسلطات السعودية، فإن الجهاديين العائدين من هذه الحروب يمثلون تهديدًا أمنيًا محتملًا على الأمن الداخلي للبلاد.
ويقال إن العديد من الناجين من القتال ربما يختارون البقاء في المناطق التي تسيطر عليها داعش، أو يسلكون طريقهم إلى اليمن لزيادة صفوف القاعدة في جزيرة العرب. .