قال الباحث التاريخي حسن فرحان المالكي، إن الجنة فيها ملحدون ويهود وبوذيون، لا مسلمون فقط، معتبرًا أن الزعيم الهندي مهاتما غاندي ورئيس جنوب إفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا في الجنة.
وبرر المالكي هذه المفاجأة خلال استضافته في برنامج “في الصميم” على قناة “روتانا خليجية”، الثلاثاء (1 يوليو 2014) مع المذيع عبد الله المديفر بقوله إن “الكافر لا بد أن يعلم ثم يجهل، لكن الجاهل لا نسميه كافرًا، بل إنسانًا”، مستدلاًّ بقول الله تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا).
جاء ذلك ردًّا على حديث المذيع المديفر عندما قال له إن الجنة لا يدخلها كافر؛ لأن القرآن جاء فيه أن الله لا يغفر لمن يشرك به.
وأضاف المالكي خلال اللقاء أن الشرك ليس في عبادة الأصنام فقط، بل هو أيضًا اتباع الأحبار والسادات وغيرهم.
وزاد المالكي أن الظاهر له أن ” غاندي ومانديلا في الجنة؛ لما قدماه من أعمال إنسانية وخيرية في حياتهما، إلا أن يكون لهم أعمال في الخفاء لا نعلم عنها”.
وردًّا على سؤال عن الفكر السلفي قال المالكي: “الفكر السلفي خطير، ويمنع عنك آيات القرآن الستة عشرة الخاصة بالعقل والتدبر والتفكر”.
وتعليقًا على استعراض المديفر صورة للشيخ عبد العزيز ابن باز مفتي المملكة الأسبق رحمه الله، قال: “أنا من طلاب الشيخ ابن باز، وهو الذي ثبَّتني على ما أنا عليه، وهو ليس من الغُلاة، بل من المعتدلين”.
وأضاف: “بعض الطلاب المتصدرين للشيخ ابن باز كانوا من الحمقى، وكانوا يسألونه أسئلة تافهة، ويشغلون الشيخ، كالنفخ في الكوب وغيرها، وكان لدينا ما هو أهم؛ حيث كنت أنا من طلاب الشيخ ابن باز الثانويين”.
وقال المالكي إن الشيخ ابن باز قال له إن “الفئة الغاوية هي فئة معاوية بن أبي سفيان، وإن يزيد بن معاوية والحجاج الثقفي فاسقان”.
وعند سؤال المالكي عن مفتي المملكة الحالي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، قال المالكي: “مفتي المملكة وابن باز مختلفان فكريًّا، ولا أريد أن أتحدث عن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ. وأنا من طلبت مقابلة المفتي وأحضرت معي كل إنتاجي من محاضرات وكتب وغيرها، وطلبت منه -خاصةً في اللقاء الأخير- إخباري بالأخطاء في كتبي ومحاضراتي، لكنه طلب مني أن أتوب من كل شيء، وألغي كل مؤلفاتي. وهذا غير معقول، ولم يقنعني بأخطائي، وكنت أود خلال لقائي بالمفتي أن أصحح الصورة الذهنية لديه”.
وتحدث المالكي كذلك عن المؤسسات الدينية، قائلاً: “لعلنا سمعنا عن الفضائح التي خرجت عن الأزهر، كجواز أكل الإنسان وغيرها؛ فالمؤسسات الدينية في عهدنا ننتظرها أن تنتج تاريخًا وحضارة، لكن مع الأسف لا تنتج إلا أفرادًا”.
“لست شيعيًّا”
وحول منعه من السفر وفصله من وظيفته بالتعليم قال المالكي: “لقائي في قناة (الجزيرة) كان هو السبب في سحب جواز سفري، لكني لست ممنوعًا كليًّا من السفر. أما فصلي من التعليم فقد كان في عام ١٤٢٣هـ، وظللت أتظلم من ذلك القرار 9 سنوات، وهذا دليل قاطع على الظلم في الحكم الذي كان نهائيًّا بحكم القضاء.. والحكم ظالم ١٠٠٪”.
وتعليقًا على عرض المديفر مقطع فيديو للشيعي ياسر الحبيب يمدح فيه المالكي وأنه يمكن تسميته إلى حد كبير شيعيًّا، وأن المقتنع بأفكار المالكي بينه وبين التشيع الكامل خطوة واحدة فقط؛ قال: “هناك شيعيون يرون أننا أخطر من النواصب. وهذه آراء تقبل وترد. ما يهمني هو أفكاري”.
وأضاف: “أنا لست مع التشيع المذهبي. وعدم قناعتي بالعصمة دليل كافٍ على عدم تشيعي.. علماء الشيعة بالجملة متواضعون أكثر من علماء التيار السلفي الذين تجد فيهم نفورًا، وعلماء الشيعة يدرسون العلوم المنطقية والعقلية أكثر من غيرهم”.
وبعد استعراض المديفر صورًا للرئيس السوري بشار الأسد وللأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي قال: “نصر الله مجاهد وبطل قومي ومن أبطال المقاومة. وأخطاء حزب الله كانت ردة فعل على أخطاء قبلها. وبشار الأسد ليس شيعيًّا، بل هو سني. ونوري المالكي شيعي وكانت صورته حسنة، لكنها اهتزت عندي”.
وردًّا على تغريدة تصف المالكي بأنه شخصية غير محبوبة من أفراد قبيلته وبيان أعيان ووجهاء بني مالك الذين أعلنوا فيه براءتهم منه؛ قال: “طبيعي جدًّا.. القبيلة فيها غلاة ومجانين وعقلاء، وعددهم كبير جدًّا. وهؤلاء قلة منهم. والمعلومات الواردة جميعها مغلوطة، ورددت عليها كلها”.
وعاد المالكي إلى الحديث عن التيار السلفي, قائلاً: “بعض التيار السلفي يحبون مثل هذه البيانات.. والتيار السلفي القديم فيهم نذالة مع الأسف”.
وعن تطليقه لزوجته قال: “طلاقي كان طبيعيًّا كأي طلاق بين زوجين، والصحابة منهم من طلق زوجته، والبيان ليس له علاقة بذلك”.
واختتم حسن فرحان المالكي حديثه قائلاً: “أنا لست شيعيًّا متخفيًا.. وكل من اتهمني بالتشيع هم نواصب متخفون”.