
في ظل تزايد التوترات واستمرار المفاوضات المتعثرة، تلوح في الأفق خطة عسكرية إسرائيلية جديدة قد تغير وجه الصراع في غزة، فمع عودة قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى القطاع بعد هدنة قصيرة، تدرس القيادات السياسية والعسكرية خططًا لاحتلال شامل قد يمتد لشهور أو أكثر. فما هي الخطة الجديدة؟ وكيف ستؤثر على مستقبل الصراع؟
بنود الخطة
تدرس إسرائيل حاليًا خططًا عسكرية تشمل احتلالًا كاملًا لقطاع غزة، وفقًا لتصريحات مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين. وهذه الخطط، التي قد تمتد لعدة أشهر، تأتي كجزء من خطة أوسع تهدف إلى القضاء التام على حماس. وتشمل التكتيكات الجديدة السيطرة المباشرة على المساعدات الإنسانية، واستهداف القيادات المدنية لحماس، وإنشاء “مناطق إنسانية” لعزل المدنيين عن المقاتلين.
وأكد مسؤولون إسرائيليون لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن هذه الخطط ما زالت قيد الدراسة، ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنها. ومع ذلك، فإن التصعيد العسكري الأخير، الذي شمل غارات جوية مكثفة واقتحامات برية محدودة، يشير إلى أن إسرائيل قد تكون على وشك دخول مرحلة جديدة من الحرب.
مخاوف دولية
وأثارت الخطط الإسرائيلية مخاوف دولية، خاصة مع ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين، الذي تجاوز 50 ألفًا وفقًا لتقارير وزارة الصحة في غزة. وتخشى بعض الأطراف الدولية من أن يؤدي الاحتلال الشامل إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، الذي يعاني بالفعل من نقص حاد في الغذاء والدواء.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، يبدو أن إسرائيل تحظى بدعم أمريكي متزايد، خاصة بعد وصول إدارة دونالد ترامب إلى السلطة. وقد وافقت الإدارة الأمريكية مؤخرًا على بيع قنابل ثقيلة لإسرائيل، في خطوة تُعتبر دعمًا واضحًا للتصعيد العسكري.
تغييرات داخلية
وشهدت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تغييرات كبيرة في القيادة، مع تعيين وزير دفاع جديد ورئيس أركان أكثر تشددًا. وهذه التغييرات، وفقًا للمحللين، قد تكون بمثابة إشارة إلى أن إسرائيل مستعدة لتبني خطة أكثر عدوانية في غزة.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال هناك معارضة داخلية لبعض جوانب هذه الخطط. فقد حذر مسؤولون سابقون، مثل وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، من مخاطر الاحتلال الشامل، مشيرين إلى أنه قد يعرض الجنود لخطر كبير ويؤدي إلى تمدد مهام الجيش بشكل غير مسبوق.
مستقبل غزة
ويبقى السؤال الأكبر: ما هو مستقبل غزة في ظل هذه الخطط؟ هل ستتمكن إسرائيل كم تحقيق أهدافها بالقضاء على حماس، أم أن الاحتلال الشامل سيفتح بابًا جديدًا من الصراع الذي قد يستمر لعقود؟
ومع استمرار التصعيد العسكري والمفاوضات المتعثرة، يبدو أن غزة على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع. فخطط إسرائيل قد تغير وجه المنطقة، لكنها أيضًا تحمل في طياتها مخاطر كبيرة.