اشتعلت من جديد أعمال العنف ضد المسلمين في سريلانكا التي يمارسها البوذيون المتطرفون من بينهم أعداد كبيرة من الرهبان الذين شنوا في الأيام القليلة الماضية حملة تحريضية تستهدف ترويع المسلمين، والاعتداء عليهم، والدعوة إلى مقاطعتهم تجارياً.
وذكرت عدة مصادر إعلامية أن العنف بدأ يتزايد ضد المسلمين من أطراف بوذية، وقالت “المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة” بالعنف الذي يمارسه متطرفون بوذيون ضد المسلمين في سريلانكا هذه الأيام، وطالبت الحكومة السريلانكية باتخاذ إجراءات رادعة لمواجهة العنف المتزايد، وتوفير الحماية للمسلمين هناك.
وأكّدت التقارير أن عشرات البوذيين أحرقوا، أخيراً، متجر ملابس كبيراً وعشرات السيارات المملوكة للمسلمين بالقرب من العاصمة السريلانكية كولومبو.
وأشارت إلى تأكيد شهود عيان أن الرهبان البوذيين هم من قادوا إشعال هذه الحرائق، مضيفة أن سريلانكا شهدت خلال الأسبوعين الماضيين تصاعداً في الدعوات المطالبة بمقاطعة متاجر المسلمين وزيادة في الهجمات الموجهة إليهم وإلى متاجرهم- على حد وصف التقارير الإعلامية-.
وحملت عدة أطراف دولية حركة “القوى البوذية” -ذات التوجهات القومية البوذية المتطرفة- مسؤولية ما يجرى من اعتداءات وتحريض على مسلمي سريلانكا، وأشارت إلى أن هذه الحركة المسماة اختصاراً “بي بي أس” تتبنى شعار سريلانكا للبوذيين وتطالب بعزل الأقلية المسلمة، كما أنها أطلقت عبر شبكة فيسبوك دعوات لرفض العادات والتقاليد الإسلامية في سريلانكا وخصوصاً الأطعمة الحلال وحجاب النساء.
وأصبح المسلمون في سريلانكا يعانون بشدة الصراعات الهندوسية البوذية، والتي أصبحوا أهدافاً لها لرفضهم أن يتضامنوا مع المتمردين الثائرين ضد الحكومة، وتشير الإحصائيات إلى أن 1.8 مليون مسلم راحوا ضحية الحرب الأهلية، كما تتعرض منازل المسلمين بشكلٍ مستمر إلى القصف أثناء هذه الصراعات، مما نتج عنه وجود 300 ألف مسلم في سريلانكا بلا مأوى، مما دفع الكثير من المسلمين إلى الإقامة في مخيمات للإيواء.
وتطالب العديد من المنظمات الدولية الإنسانية بتقديم المساعدة للاجئين المسلمين السريلانكيين، ومنع التجاوزات، والاعتداءات المتواصلة ضدهم، وتتواصل الدعوات لتحرك دولي يضغط على الحكومة السريلانكية لمنع هذه الممارسات العنصرية مع قرب شهر رمضان الكريم.