نشر موقع “إنترناشونال بزنس تايمز” مقالًا للكاتب نيجل ولسن، المختص بقضايا الشرق الأوسط، عن الأسباب التي دعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى دعم عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري الجديد، ودعوة شعبه إلى الالتفاف حوله، كما حث العالم على مساعدة مصر للخروج من أزمتها الاقتصادية بالمشاركة في مؤتمر الدول المانحة لمصر.
وبحسب الكاتب، فإن هناك سببين رئيسين دفعا الملك لإظهار هذا التأييد للرئيس الثاني لمصر في مدة لا تزيد على ثلاث سنوات، أولهما هو ما اعترى البلاد من صراع بين الشعب والجيش وجماعة الإخوان المسلمين طيلة مدة حكم الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي كان له عظيم الأثر على منطقة الشرق الأوسط بالكامل نظرًا لما تلعبه مصر من دور الريادة السياسية والاجتماعية في المنطقة لكونها الدولة العربية الأعلى كثافة من حيث التعداد السكاني في العالم العربي.
أما السبب الثاني فيرجع إلى تدهور الحالة الاقتصادية، حيث تسببت حالة عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها البلاد طوال ثلاث سنوات متعاقبة في أن سجل الاقتصاد المصري أدنى نمو له منذ عقدين، الأمر الذي جعل الاقتصاد المصري في أمس الحاجة لبرامج تحفيز وإصلاح، كما تسببت حالة الاضطراب والعنف الدائم والتي سادت البلاد في هرب السياح والمستثمرين من البلاد بسرعة.
وأفاد الكاتب أن الوضع المالي العام في البلاد يشهد تراجعا مستمرا كذلك بسبب ما يعانيه من ضخامة المبالغ التي تتكبدها الدولة جراء دعمها لرغيف الخبز والمنتجات البترولية، الأمر الذي دعا الحكومة الانتقالية إلى نزع القليل من الامتيازات التي كانت الدولة تقدمها لمواطنيها، فقامت الحكومة مثلا برفع سعر الكهرباء للأغنياء من أفراد الشعب وحصر عدد المواطنين المستفيدين من الخبز المدعم.
وأشار الكاتب كذلك لمشكلة استنزاف الاحتياطي النقدي الأجنبي، الذي أعلن البنك المركزي المصري في نهاية مايو الماضي أنه وصل لـ 17.3 بليون دولار، أي أن مصر الآن لا تمتلك حتى نصف المبلغ الذي كانت تمتلكه عام 2011 قبل انقلاب الشعب على حسني مبارك حيث كان الاحتياطي الأجنبي حين ذاك 36 بليون دولار.
وفي النهاية، أشار الكاتب إلى أنه بالرغم مما يمتلكه “السيسي” من شخصية قوية وقدرة على السيطرة على الأمور إلا أن الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد يجعل الجميع يعتقد أنه سيواجه مهمة بالغة الصعوبة وأنه ما زال أمامه الكثير من العقبات والتحديات.