في تصعيد جديد يعكس التوترات المتزايدة في الصراع الأوكراني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت ثمانية صواريخ أمريكية من طراز أتاكمز، والتي يُعتبر استخدامها من قبل كييف بمثابة تحول كبير في العمليات العسكرية. وتُظهر هذه التطورات كيف أن الصراع الذي بدأ في فبراير 2022 لا يزال يشكل مصدر قلق عميق للأمن في المنطقة، ويمتد تأثيره إلى الساحة الدولية بشكل متزايد. هذه التصريحات تأتي في وقت حرج، حيث يسعى كل من الطرفين لتأمين مكاسب استراتيجية في ميدان المعركة.
انتقام موسكو
أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن دفاعاتها الجوية تمكنت من إسقاط ثمانية صواريخ باليستية، بالإضافة إلى 72 طائرة بدون طيار. ووصفت الإجراءات التي يقوم بها “نظام كييف”، المدعوم من الغرب، بأنها ستواجه بـ”الانتقام”. وفي الوقت نفسه، تم تدمير عدة طائرات بدون طيار في مناطق مثل لينينغراد وكورسك، حيث كانت أوكرانيا قد شنت هجمات مفاجئة.
هذه التصريحات تُظهر رغبة موسكو في الرد على أي تصعيد من الجانب الأوكراني، مما يزيد من تعقيد الوضع القائم، وفقاً لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.
ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على استخدام كييف لصواريخ أتاكمز في نوفمبر، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء ردًّا على توسيع روسيا للصراع من خلال نشر قوات كورية شمالية. هذا الدعم الأمريكي يعكس التزام واشنطن بتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية، إلا أنه في الوقت نفسه يزيد من حدة التوترات بين روسيا والغرب.
التحركات العسكرية والقرارات السياسية تعكس تعقيد العلاقات بين الأطراف المعنية، وتضع الجميع في دائرة من الحسابات الدقيقة.
تهديدات بوتين
وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على الضربات الأوكرانية باستخدام صاروخ باليستي جديد يُعرف باسم “أوريشنيك”، القادر على حمل رؤوس نووية. وقد أشار بوتين إلى إمكانية استهداف كييف كاختبار لأنظمة الدفاع الجوي التي زود بها الغرب أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، كانت هناك زيادة ملحوظة في الهجمات الجوية، بما في ذلك الإطلاق الأول والوحيد لهذا السلاح الجديد على منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية.
وأطلقت روسيا ما مجموعه 81 طائرة بدون طيار على أوكرانيا في ليلة من يوم الجمعة إلى السبت، بما في ذلك طائرات إيرانية الصنع. وبحسب القيادة الجوية الأوكرانية، تم إسقاط 34 طائرة منها، رغم أن بعض الطائرات التي تم إسقاطها تسببت في أضرار في مناطق مثل تشيرنيهيف وسومي. هذه التطورات تشير إلى أن الصراع لا يزال مستمرًّا، مع تصعيد متبادل في الهجمات، مما يزيد من تعقيد التوازن العسكري في المنطقة.
وتدخل أوكرانيا العام الجديد وهي في وضع غير موات، حيث تحقق القوات الروسية مكاسب على الجبهات الشرقية. وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن سيطرتها على قرية ناديا في منطقة لوغانسك، بينما تتعرض مدينة بوكروفسك في دونيتسك لضغوط متزايدة. ومع استمرار الخسائر الأوكرانية، تزداد المخاوف بشأن الدعم العسكري الغربي في ظل إدارة جديدة محتملة برئاسة دونالد ترامب، الذي أعرب عن رغبته في إنهاء الصراع.
قلق المستقبل
ومع استمرار الصراع، تشعر أوكرانيا بالقلق من أن الإدارة القادمة في الولايات المتحدة قد تؤثر سلبًا على المساعدات العسكرية الحيوية. هذا القلق يعكس الوضع المتأزم الذي تمر به البلاد، حيث يتطلب الأمر استراتيجيات فعالة لمواجهة التحديات المتزايدة. إن استمرار الدعم الغربي يمثل عاملًا حاسمًا في تحديد مجريات الأمور في الفترة المقبلة.
وتتزايد حدة الصراع في أوكرانيا، مما يضع الأطراف المعنية أمام تحديات كبيرة تتطلب حسابات دقيقة واستراتيجيات فعالة. في ظل التهديدات المتبادلة والتصعيد العسكري.. يبقى السؤال: كيف ستؤثر هذه الديناميكيات على مستقبل الصراع واستقرار المنطقة؟