في مشهد مثير للاستغراب وفي صورة تدل على أن دولة إسرائيل لا ترغب في أن يحل السلام والاستقرار في سوريا بل والشرق الأوسط في خطوة مثيرة احتلت المنطقة العازلة في الجولان السورية و استمرار انتهاك الارضي السورية معللة الأمر
أن دخولها المنطقة العازلة انتهت بنهاية حقبة الأسد واستمرار انتهاك الأراضي السورية بحجة تدمير الأسلحة وخوفها من سيطرة الجيش الحر عليها
ولكن الم تكن إسرائيل تسعى إلى ربط كل معاهداتها والاتفاقيات مع الدول وليس مع زعامات تتغير وأشخاص يتبدلون فكيف تتحدث بلغة أنها اتفقت مع الاسد وليس مع سوريا الدولة
وحينما كانت توجه ضربات في عمق الأراضي السورية رغم مرارة الأمر لنا كعرب في انتهاك دولة عربية لكن تقبلنا الأمر لأنه كان موجها لطرف لا يقل عنها عداوة واخطر وهو الوجود الفارسي وتواجده في جزء من بلاد العرب ولكن مسببات و دوافع تلك الضربات الجوية تلاشى مع ما حققته الثورة السورية الحرة وإسقاط نظام الأسد الذي باع البلاد والعباد لإيران الفارسية ما حقق الثوار واستطاعت استعادة دمشق للحضن العربي في صورة لم يكن يتوقعها المتابعون للأحداث فلا اقول إنه الانقلاب المثالي الكامل ولكن الأقرب إلى المقبول المستحسن حقنا لدماء الشعب السوري والذي نتمنى أن يستمر بذلك النهج الحكيم و نرجوا أن يلاقي الدعم الدولي المشجع
ولكن ما تفعله حكومة إسرائيل لا يوحي بأنها ترغب في استقرار الأوضاع في سوريا ولكن لماذا ولمصلحة من فهو أمر لا يصب في مصلحة إسرائيل أن تكون سوريا مكانا لانتشار الفوضى وعدم الاستقرار
هل هناك دافع خارجي يدفع إسرائيل لفعل ذلك ومن يكون لا شك أنها دولة عظمى أصبح التنافس في نيل الحصول على إنجاز همها لتكون حمى التسابق بين الحزبين من أجل الحصول على سمة تاريخية في إفساد كل ما قد يحققه الآخر وهنا اقصد الولايات المتحدة الأمريكية والحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي فهل يكون لهم همزة وصل لما تفعله إسرائيل الان
وقد يكون هناك سبب اخر جعل إسرائيل تفعل ما تفعله في محاولة إفساد نواة سلام في سوريا
وهو أنها ترغب في اختبار القادمون الجدد أو أنها تبحث عن معاهدة جديدة
وكلا الأمرين في هذا التوقيت امر فيه خطورة على كل الأطراف فبدل أن تقف موقفا متابعا جعلت نفسها طرفا واي طرف لا يعمل الا للإفساد فحين كان بإمكانها أن تكون في صورة أخرى قد تكون لها يوما ومبادرة قد تكون نواة لمبادرة سلام قادمة
على الأخوة في سوريا أن يثبتوا للعالم أنهم على مستوى كبير من الوعي والفهم وان تكون سوريا المستقبل لكل سوري على أرضه سوريا له كامل الحقوق دون تفرقة سوريا التي جمعت كل أطيافها شعوبا و ديانات قادرة على الخروج إلى النور نحو مستقبل مزدهر لشعبها