أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن اختياره لكاش باتيل، الموالي له والمسؤول السابق في الأمن القومي، لرئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي”، في خطوة مثيرة للجدل قد تهدد استقلالية المكتب، ويُعدّ هذا التعيين إشارة واضحة إلى اعتزام ترامب إقصاء المدير الحالي كريستوفر وري، الذي تم تعيينه من قبل ترامب نفسه في عام 2017.
عُرف باتيل بدعواته السابقة لإعادة هيكلة مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث اقترح تجريد المكتب من دوره في جمع المعلومات الاستخباراتية وتطهير صفوفه من الموظفين غير الداعمين لأجندة ترامب. وقد أثارت هذه التصريحات مخاوف بشأن إمكانية تحول المكتب إلى أداة سياسية في يد ترامب.
معارضة الترشيح
يُتوقع أن يواجه ترشيح باتيل معارضة قوية من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وحتى من بعض الجمهوريين. على الرغم من الدعم العلني الذي تلقاه باتيل من بعض الشخصيات الجمهورية البارزة، مثل المدعي العام لولاية تكساس، كين باكسون. وقد أثارت تصريحات باتيل السابقة قلقًا بشأن استقلالية مكتب التحقيقات الفيدرالي.
ويتمتع باتيل، البالغ من العمر 44 عامًا، بخبرة في العمل كمحامي دفاع عام اتحادي ومدعٍ عام اتحادي. وقد لعب دورًا محوريًا في التحقيق الذي أجراه الجمهوريون في مجلس النواب حول تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في عام 2016 بشأن الاتصالات بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا. كما أثارت مزاعم حول عمله كقناة خلفية غير مصرح بها بين ترامب وأوكرانيا جدلًا في السابق، وفقاً لـ”رويترز”.
وباختيار باتيل، يبدو أن ترامب يستعد لتنفيذ تهديده بإقالة المدير الحالي كريستوفر وري، الذي لا تزال فترة ولايته في مكتب التحقيقات الفيدرالي مستمرة حتى عام 2027. وقد أشارت تصريحات باتيل السابقة إلى رغبته في إعادة هيكلة المكتب وتغيير دوره، مما يثير مخاوف بشأن إمكانية تحول المكتب إلى أداة سياسية.
المهمة الأساسية
وردًا على ترشيح باتيل، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن تركيزه لا يزال على حماية الأمريكيين من التهديدات المتنوعة. وأشارت المتحدثة باسم المكتب إلى أن مديري مكتب التحقيقات الفيدرالي يتم تعيينهم لفترات مدتها عشر سنوات كوسيلة لعزل المكتب عن السياسة.
ويتمتع باتيل بدعم قوي من ترامب، حيث كان واحدًا من عدة أشخاص عينهم ترامب كممثل للوصول إلى سجلاته الرئاسية. وقد ادعى باتيل، دون دليل، أن ترامب قام بتصنيف جميع السجلات المعنية، مما أثار جدلًا حول مصداقية هذه الادعاءات.
وبالإضافة إلى اختيار باتيل، عين ترامب شاد كرونستر، شريف مقاطعة هيلزبورو في فلوريدا، كمدير لإدارة مكافحة المخدرات، وسيعمل كرونستر عن كثب مع اختيار ترامب لمنصب النائب العام، بام بوندي، في جهود مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود الجنوبية.
ومن المتوقع أن تثير تعيينات ترامب الأخيرة جدلًا واستقطابًا في الأوساط السياسية. حيث يرى البعض أن هذه التعيينات قد تهدد استقلالية المؤسسات وتخدم أجندة ترامب السياسية، في حين يدعمها آخرون على أساس ولائهم لترامب.
ومع ترشيح باتيل، يبدو أن ترامب يسعى إلى تنفيذ أجندته الخاصة في مكتب التحقيقات الفيدرالي. ولكن، هل سيتمكن باتيل من تحقيق هذه الأجندة في ظل المعارضة المتوقعة من مجلس الشيوخ والجدل المحيط بتصريحاته السابقة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.