تؤكد “منظمة الصحة العالمية” أن العالم بمقدوره القضاء على الإيدز، باعتباره تهديداً للصحة العامة بحلول عام 2030، إذا تم التركيز على حقوق الإنسان، لذا أطلقت شعار “اسلكوا سبيل الحقوق: صحتي حقي” في اليوم العالمي للإيدز، الذي يوافق 1 ديسمبر من كل عام، والدعوة إلى تكثيف الجهود الحكومية، الأهلية، والشعبية لمواجهة هذا الخطر الذي ما زال يحصد أرواح الآلاف من البشر سنوياً.
ويهاجم فيروس نقص المناعة البشري (HIV) جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض إذا لم يُعالج، ويمكن أن يتطور إلى متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وهي المرحلة الأكثر تقدمًا من العدوى. وكشفت الإحصاءات العالمية أنه في عام 2023، كان هناك حوالي 39.9 مليون شخص يعيشون مع الفيروس على مستوى العالم، وتم تسجيل 1.3 مليون إصابة جديدة بالفيروس خلال العام نفسه، كما تسبب الفيروس في وفاة 630,000 شخص. وأشارت الصحة العالمية إلى أن عام 2022 شهد تقدماً في الوعي، حيث كان 86% من المصابين على دراية بحالتهم الصحية، و76% منهم يتلقون العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، و71% حققوا كبتًا في الحمل الفيروسي، مما يحسن صحتهم ويقلل من انتقال الفيروس. كما تم إطلاق تحالف عالمي جديد يهدف إلى القضاء على الإيدز لدى الأطفال بحلول عام 2030، نظرًا لأن 52% فقط من الأطفال المصابين يتلقون علاجًا منقذًا للحياة.
وينتقل الفيروس عبر سوائل الجسم مثل الدم، السائل المنوي، الإفرازات المهبلية، وحليب الأم.
وتختلف الأعراض حسب المرحلة؛ ففي المرحلة الأولية، قد تظهر أعراض تشبه الإنفلونزا مثل الحمى، الصداع، والطفح الجلدي. مع تقدم المرض، قد تظهر أعراض أخرى مثل تورم الغدد الليمفاوية، فقدان الوزن، والإسهال.
ورغم التقدم المحرز، ما زالت هناك تحديات كبيرة مثل تفاوت الوصول إلى العلاج، خاصة بين الأطفال، وتزايد الإصابات الجديدة بين الفتيات المراهقات والنساء الشابات، مما يتطلب جهودًا مستمرة للوقاية والعلاج. وتُعرف عدوى نقص المناعة المكتسبة بأنها الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية الذي يهاجم جهاز المناعة. أما الإيدز، فهو المرحلة المتقدمة من العدوى، حيث يضعف الجهاز المناعي بشدة بسبب عدم السيطرة على الفيروس، مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بأمراض بكتيرية أو فيروسية مثل الإنفلونزا والسل.
ويمكن لفيروس نقص المناعة البشرية أن ينتقل من خلال سوائل الجسم مثل الدم، الممارسات الجنسية غير المحمية، نقل الدم الملوث، أو مشاركة الإبر. لا تنتقل العدوى عبر الاتصال اليومي العادي مثل المصافحة، العناق، الطعام أو الماء، العطاس، السعال، السباحة، استخدام المرحاض، أو مشاركة أواني الطعام. قد لا تظهر أعراض العدوى خلال الأسابيع الأولى، أو قد تظهر أعراض تشبه الأنفلونزا مثل الصداع، التهاب الحلق، الحمى، الطفح الجلدي، الشعور بالإرهاق، والتعرق أثناء الليل. مع تقدم العدوى، تظهر أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة، تورم الغدد الليمفاوية، فقدان الوزن، والإسهال.
ويتم التأكد من الإصابة عن طريق عيادات المشورة والفحص الطوعي التي توفرها وزارة الصحة بسرية تامة. في هذه العيادات، يحصل الزائر على رقم كودي بدلاً من اسمه أو هويته لمعرفة نتيجة الفحص، مع تقديم المشورة قبل وبعد الفحص، وتحويل الزائر لأماكن الخدمة المناسبة مع الحفاظ على الخصوصية.
وأطلقت المملكة منذ ثلاث سنوات “المبادرة السعودية لمكافحة الإيدز بدول مجلس التعاون” لتعزيز التعاون الصحي في الخليج، خاصة أنها منطقة جاذبة لمختلف الجنسيات لأغراض العمل أو السياحة الدينية. وتؤكد حكومة المملكة دعمها لكل ما من شأنه تسريع القضاء على الإيدز بحلول عام 2030، مع حقها السيادي في تنفيذ ما يتلاءم مع تشريعاتها الوطنية.
وتحرص المملكة على تعزيز صحة المجتمع من خلال البرامج الوقائية والعلاجية لمكافحة الإيدز، بما يشمل محاربة الوصمة والتمييز، وضمان حقوق المصابين، وحماية الشباب والنساء والأطفال. منذ تأسيس البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز عام 1994م، تقدم المملكة خدمات منع انتقال الفيروس، والرعاية الصحية، والعلاج النفسي والاجتماعي. في عام 2018، صدر مرسوم ملكي يضمن حقوق المصابين بالإيدز ومخالطيهم، ويؤكد على تقديم الرعاية الصحية والنفسية اللازمة، مما جعل المملكة من أقل الدول في نسبة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.