هربت “نورة” في جنح الظلام قاطعة مسافة تزيد على 1500 كلم متر من “صفوى” بالمنطقة الشرقية إلى حدود اليمن، ثم تخطت الحدود حتى وصلت لليمن. وبتأثير الحنين للوطن والأسرة، بعد قرابة ثلاثة عقود، حاولت نورة العودة متسللة عبر الحدود، إلا أنها سقطت في قبضة الأمن، وبدأت أجهزة الأمن البحث عن الحقيقة.. هل “نورة” ذات أصول سعودية أم أنها مجهولة وحاولت أن تتقمص الشخصية؟ وهل هروبها مدون لدى الجهات الأمنية أم لا؟
حصلت على معلومات من مصادر مطلعة بعد أن انفردت بنشر حقائق القبض على موظف برنامج “الثامنة” الذي تواجهه تهمة التزوير، بينما تواجه القناة تهماً عدة، من بينها: المساعدة في تهريب المرأة وابنها، ومحاولة إركابها عبر أحد المنافذ الجوية، غير أن الأمن كان يتابع القضية.
قصة “فتاة صفوى”
بدأت قصة “نورة” (فتاة صفوى)، التي شارفت على الدخول في العقد الخامس من عمرها، بمحافظة القطيف، وذلك بهروبها عبر الحدود قبل عقود عدة عندما تقدم المقيم اليمني “سيف” بطلب الزواج منها، غير أن أسرتها عارضت ذلك؛ الأمر الذي دعاها للهروب معه إلى اليمن.
“الزواج” بداية الهروب
وتشير المعلومات التي حصلت عليها ” احد المصادر ” إلى أن “نورة” قد عقد لها والدها بالموافقة، وعارض إخوتها زواجها من المقيم اليمني؛ ما دفعها للخروج هرباً، وتقيم مراسم الزواج في اليمن. واستمرت نورة في العيش في اليمن ثلاثة عقود، ورُزقت بأربعة أبناء من الذكور، قُبض على أحدهم برفقتها في جازان.
البحث عن حقيقتها
“نورة” التي لا تزال الجهات الأمنية في جازان تتأكد من هويتها كان معها صورة من كارت والدها بحوزتها عند القبض عليها في مطار الملك عبدالله بجازان هي وابنها.
وأفادت “نورة” في محاضر التحقيق، حسب معلومات حصلت عليها ” احد المصادر “، بأنها عاشت في اليمن مع زوجها اليمني سنوات طويلة، قاربت 30 عاماً، وأن لديها من الأبناء أربعة.
وتُبيِّن المصادر أن “نورة” أكدت أن حنينها لأسرتها التي فقدتهم طوال تلك السنوات وسوء الأوضاع الاقتصادية في اليمن هما ما دفعاها للتفكير في العودة إلى السعودية.
ساعة القبض على “نورة”
وقالت نورة إنها كانت تتابع برنامج “الثامنة”، وتواصلت معهم بقصتها بعد مراسلات عدة، ومن هنا بدأت قصة التسلل إلى السعودية.
وذكرت المصادر أن “نورة” تم ترتيب دخولها متسللة عبر الحدود عن طريق أحد المهربين، وكان رجال الأمن يرصدون ذلك، وسهَّلوا وصولها إلى مدينة جازان برفقة ابنها، ومن ثم الالتقاء بموظف “الثامنة”، الذي كان يحمل تذاكر مزورة لإركاب “نورة” وابنها عن طريق رحلة “ناس” المتوجهة من مطار الملك عبدالله بجازان إلى مطار الملك خالد عند رحلة الرابعة عصراً.
وعند وصول نورة إلى غرفة التفتيش وتطبيق التذاكر انكشف أمرها وأمر مرافقها؛ إذ أخرجت صورة كارت العائلة، الذي يطابق الاسم الأول في التذكرة، ويختلف عنه في اللقب، وكانت الجهات الأمنية تتابع ذلك عن قرب، وعند تدخل موظف “الثامنة” أفاد بأنهما برفقته، وأنه مكلف من برنامج “الثامنة”، وقد طالبوه بإثبات ذلك أو إرسال خطاب يحمل الصورة الرسمية لذلك.
فصول جديدة من التحقيقات
وتشير المصادر إلى أنه تم إحالة موظف “الثامنة” للتحقيق، وكذلك “نورة” التي لم تتضح بياناتها حتى الوقت الحالي؛ كون التحقيقات مازالت جارية، بينما يعتبر ابنها متسللاً حسب الأنظمة؛ كونه يحمل الجنسية اليمنية، وبذلك يدخل ضمن مخالفي نظام الإقامة.
وبيّنت المصادر أن “نورة” قالت إنها تعود لمركز صفوى التابع لمحافظة القطيف شرق السعودية، وأن ترتيب القناة كان لأجل عودتها وإنهاء معاناتها التي لم تنتهِ، بل بدأت فصولاً جديدة مع تسلل ومحاولة السفر عبر أحد المنافذ الجوية بدون هوية مثبتة.