مع اقتراب فصل الشتاء، يصف المسؤولون الأوكرانيون فراغًا سياسيًّا قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، حيث يتوقعون تصاعدًا في وتيرة الحرب مع سعي كلا الجانبين لتحقيق مكاسب استراتيجية. فترامب، الذي أعلن نيته إنهاء الحرب خلال 24 ساعة، يضع أوكرانيا في موقف صعب، إذ تسعى لإقناعه بأن دعم كييف هو الرهان الصحيح.
وأحد العوامل التي ساعدت أوكرانيا هذا الأسبوع هو تغيير موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سمح أخيرًا باستخدام صواريخ “أتاكمز” ذات المدى الطويل داخل روسيا. فبعد سنوات من الطلبات الأوكرانية، وافق البيت الأبيض على تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ، مما يمنحها القدرة على استهداف الثكنات والقواعد الجوية ومواقع الإمداد الروسية.
سباق التسلح
وعلى الرغم من الدعم الأمريكي، إلا أن روسيا لا تزال تتمتع بالمبادرة العسكرية في الجبهة الشرقية، حيث تحقق تقدمًا تدريجيًّا في بلدة كوراخوف، ومع ذلك فإن معدل الإصابات المرتفع بين القوات الروسية يثير القلق، مما يجعل الجبهة أقل استقرارًا من أي وقت مضى منذ بداية الغزو الروسي، وفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
ومع حصول أوكرانيا على صواريخ “أتاكمز” بدأت المملكة المتحدة في التفكير في تقديم المزيد من صواريخ “ستورم شادو”، التي تتمتع بمدى وقدرات مماثلة. فبعد تردد، أشارت المملكة المتحدة إلى استعدادها لتزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ، مما يمنحها قوة نارية إضافية.
وأدى استخدام أوكرانيا لصواريخها الجديدة إلى توتر الوضع على الجبهة، حيث ردت روسيا بتهديدات مضادة. فبعد إغلاق مفاجئ للسفارة الأمريكية في كييف، تعرضت أوكرانيا لهجوم صاروخي مفاجئ، حيث استهدفت روسيا مصنعًا في دنيبروبتروفسك بصاروخ قادر على حمل رؤوس نووية.
تصعيد التهديدات
ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الهجوم الأوكراني بتصريحات تصعيدية، حيث هدد باستخدام الأسلحة ضد الدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد روسيا. ووجه تهديداته بشكل خاص إلى ترامب، محذرًا من أن الحرب قد تنتشر إذا استمر الغرب في السماح بصواريخه بالضرب داخل روسيا.
وعلى الرغم من الضربات الصاروخية الاستراتيجية، إلا أن الحرب لا تزال في حالة توازن هش. ففي حين أن هذه الأسلحة تمنح أوكرانيا ميزة تكتيكية، إلا أن عددها المحدود يحد من قيمتها العسكرية. ومع ذلك، فإن تركيز أوكرانيا على جبهة كورسك قد يمنحها ورقة مساومة في أي مفاوضات سلام محتملة.
وتسعى أوكرانيا جاهدة لإقناع ترامب بأن دعم كييف هو الخيار الصحيح، خاصة مع اقتراب موعد تنصيبه، فهي تأمل في إظهار أن دعمها ليس رهانًا خاسرًا، وأنها قادرة على الصمود والمقاومة. ومع ذلك، فإن التهديدات التصعيدية من روسيا قد تدفع ترامب إلى إعادة التفكير في موقفه.