كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن استعدادات تُظهر نية الاحتلال الإسرائيلي للبقاء في قطاع غزة حتى نهاية عام 2025، على الأقل.
وأوضحت أن ذلك عبر توسيع قوات الاحتلال لطرق وتبني مواقع كبيرة وبنية تحتية طويلة الأجل في عدة مناطق من غزة.
وأضافت الصحيفة، اليوم الأربعاء، أن العمل يتقدم بأقصى سرعة، مما كان عليه قبل بضعة أشهر، وما كان عبارة عن ساتر ترابي من أنقاض المباني المدمرة أصبح الآن موقع بناء نشطًا للغاية، يتم بناء طرق واسعة، وتركيب هوائيات خلوية، وشبكات مياه وصرف صحي وكهرباء.
وأشارت إلى أن “زخم التطوير في أوجه، والهدف واضح وهو بناء البنية الأساسية اللازمة لبقاء قوات الاحتلال لفترة طويلة في الميدان، على الأقل في المرحلة الأولى”، حسب ما نقلت “وفا”.
وأضافت: “وفقًا للخطة التي يتم تنفيذها تعمل قوات الاحتلال على الاحتفاظ بما لا يقل عن أربع مناطق كبيرة في أجزاء مختلفة من القطاع”، مشيرةً إلى أن “المنطقة الأولى هي شمال قطاع غزة”.
وقالت: “مع تفريغ شمال قطاع غزة من سكانه المدنيين، تحولت المنطقة إلى نوع من الجيب العسكري”.
وفي 5 أكتوبر الماضي، بدأت قوات الاحتلال اجتياحًا بريًا شمال قطاع غزة.
وذكرت “هآرتس” أن المنطقة الثانية هي ممر “نتساريم” الواصل بين أقصى شرق القطاع وغربه في القطاع الأوسط.
وتابعت: “في بداية الحرب، سيطرت قوات الاحتلال على (نتساريم) كمحور لوجستي، ومع ذلك تغير هدفه وشكله بمرور الوقت، والآن بعد أعمال حفر واسعة النطاق بالمنطقة المحيطة لم يعد طريقًا بل منطقة كبيرة دون مبانٍ، بدلًا من المنازل طريق.
وأردفت: “يبلغ عرض الممر المؤدي إلى الموقع السابق لمستوطنة نتساريم من خمسة إلى ستة كيلومترات وطوله نحو تسعة كيلومترات”.
وقالت مصادر لصحيفة “هآرتس”: إن الأبعاد ليست نهائية؛ حيث تعمل قوات الاحتلال حاليًا على توسيعه بشكل أكبر.
وأضافت: “المباني القديمة اختفت، لكن مباني جديدة بدأت في الظهور، من بعض النواحي يمكننا أن نقول إن هذا هو المشروع الرائد للبؤر الاستيطانية الجديدة في غزة”.
وذكرت الصحيفة أن المنطقة الثالثة هي محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود الجنوبية بين قطاع غزة ومصر.
وقالت: “قام الجيش بالفعل بتسوية مساحات شاسعة على جانبيه: حوالي كيلومتر واحد في بعض الأماكن، وثلاثة كيلومترات في أماكن أخرى”.
وأضافت الصحيفة أن “المنطقة الرابعة هي الأطول على الإطلاق، وهي عبارة عن شريط يمتد على طول الحدود الشرقية بين قطاع غزة وإسرائيل، وهي المنطقة التي تتحمل ما تسمى “فرقة غزة” مسؤولية إعادة تشكيلها”.
وواصلت: “بعبارة أخرى، إنها منطقة عازلة يبلغ عمقها كيلومترًا واحدًا على الأقل بين المجتمعات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع غزة والمنازل الأولى داخل غزة”.
يُذكر أن قوات الاحتلال تواصل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب الإبادة الجماعية في غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة 147 ألفًا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.