وَجَّهَ السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، انتقادات حادة للرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن السياسة الخارجية للبيت الأبيض في سوريا، قائلاً: “إن واشنطن كان ينبغي لها أن تفعل المزيد وتبادر إلى تسليح الفئات المعتدلة من المعارضين للحكومة السورية”.
وأضاف “فورد” في مقابلة مع شبكة تلفزيون “بي. بي. إس”: “إنه نتيجة لتردد الولايات المتحدة، زادت المخاطر التي تتعرض لها”.
وقال “فورد”: “إن الانتخابات أشارت إلينا وإلى البلدان الأخرى في المنطقة وإلى أوروبا وغيرها أن الأسد لن يرحل، وأنه باقٍ؛ حيث أثبت وجوده في العاصمة السورية؛ فضلاً عن بعض المناطق الأخرى؛ إلا أن هناك مناطق لا تزال خارج سيطرته”.
ومن جانبها، خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بكتاب يتحدث عن مراحل مهمة في حياتها؛ حيث عرضت شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية مقتطفات منه، وقالت “كلينتون” فيه: “إنه من النادر التوصل إلى الحل الصحيح للقضايا الشائكة، كما أن كل المشاكل الشائكة تبدو أسوأ من بعضها”.
وأضافت “كلينتون” قولها: “لقد اقتنعت منذ بدء النزاع في سوريا أن تسليح وتدريب المعارضة السورية هما الوسيلة الأفضل لمواجهة قوات بشار الأسد، كما أن التدخل من عدمه ينطويان على مخاطر عالية؛ إلا أن الرئيس أوباما كان يميل إلى إبقاء الأمور على حالها وعدم المضيّ قُدماً في تسليح المعارضة؛ حيث لا يحب أحد أن يخسر في نقاش؛ لذا احترمتُ قرار الرئيس الأمريكي وتحليله”.
وأفردت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة تحليلات مُطَوّلة حول الوضع في سوريا؛ حتى إن بعض المحللين رأوا أن هناك إمكانية من أن تتعرض الولايات المتحدة لهجمات مشابهة لـ11 سبتمبر؛ بسبب تنامي التطرف وخاصة في سوريا؛ مُحَمّلين إدارة أوباما ما وصلت إليه الفوضى في سوريا، وهو ما حدا بسوزان رايس -مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمركي- للخروج في تصريحات علنية وسريعة عن أن واشنطن تُقدم أسلحة فتاكة للمعارضة السورية؛ حيث قالت في تصريحاتها لشبكة “سي إن إن”: إن الولايات المتحدة تقدم “دعماً فتاكاً وغير فتاك” إلى المعارضة السورية المعتدلة.
وأضافت “رايس” غداة الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد رئيساً لولاية ثالثة، أن الولايات المتحدة كثّفت دعمها للمعارضة المعتدلة والمؤكد أنها كذلك، مُقَدّمة لها سلاحاً فتاكاً وغير فتاك.
وعن سؤال حول ما إذا كانت “رايس” تُعلن بذلك تغييراً رسمياً في الاستراتيجية الأميركية، رفضت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كاتلين هايدن الرد، واكتفت بالقول: “نحن لسنا الآن في موقع يتيح تمييز نفسه في دعم المعارضة عسكرياً أو إنسانياً؛ ولكن نعطي للوقت حقه”.
وفي استطلاع للرأي أجرته قناة “فوكس نيوز” الأمركية أمس قالت فيه: “إن 55% من المستطلَعَة آراؤهم أفادوا أن أوباما جعل أمريكا في وضع أضعف؛ بينما قال 35% من المستطلعة آراؤهم إن أوباما جعل أمريكا أقوى”.
وتعكس هذه النسبة جدية القلق لدى المواطن الأمريكي من الفشل الذي تجنيه إدارة أوباما في جميع الملفات الخارجية؛ وخاصة الملف السوري.