حاولت أستاذة التاريخ البريطاني المعاصر بجامعة بوسطن آريان تشيرنوك الإجابة عن سؤال يشغل الكثيرين من الشعب البريطاني حول ملكتهم إليزابيث الثانية.
وقالت أتشيرنوك في مقال لها اليوم، نقلته CNN: “بعد إعلان ملك إسبانيا خوان كارلوس، تنازله عن العرش لابنه فيليب البالغ من العمر 46 عامًا، وتنازل ملكة هولندا بياتريس، عن عرشها لأكبر أبنائها.. قد يتساءل المرء لماذا لم تقم ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بمثل هذه الخطوة؟”.
وأضافت: “للإجابة عن هذا السؤال علينا العودة للتاريخ قليلا، حيث إن النظام الملكي في بريطانيا لا يقوم على الحداثة، بل يقوم على المحافظة على الطريق والحل والمثابرة”.
واستطردت المتخصصة في التاريخ البريطاني بالقول: “المؤسسة الملكية البريطانية تعتبر من المؤسسات النادرة؛ حيث إن التقدم بالعمر وكل ما يترتب على ذلك من تعقيدات، يسمح بل ويتوقع أن تتم مشاركتها مع الرأي العام”.
وأوضحت أتشيرنوك هذا قائلة: “خذ على سبيل المثال الملك جورج الثالث الذي حكم بريطانيا من عام 1760 إلى موته في عام 1820 عن عمر 81 عامًا، أُصيب بنوبات متقطعة من مرض بورفيريا، وهو مرض يؤثر على الجهاز العصبي وبحلول عام 1810 كان مجنونًا بشكل دائم وأعمى وعاجز، ليقضي آخر عشرة أعوام من عهده خرفًا في قصر ويندسور”.
ثم قالت: “خذ مثالا آخر، الملكة فيكتوريا، حفيدة الملك جورج الثالث، حكمت منذ 1837 إلى 1901 وتوفيت عن عمر 81 عامًا، عانت آخر فترة حكمها من فشل بصري والروماتيزم، إلى جانب الأرق، إلا أنها استمرت بالحكم حتى وفاتها”.
وبحسب استطلاعات للرأي أعدتها عدد من الشركات في بريطانيا قبيل اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية، فإن الأرقام أظهرت دعم النظام الملكي من قبل البريطانيين يصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وأنه لا يوجد ما يدفع للاعتقاد بأن الملكة ستتنازل عن عرشها في أي وقت قريب.
يذكر أن الملكة إليزابيث الثانية وهي إليزابيث أليكسندرا ماري ويندسور، ولدت في (21 أبريل 1926)، وتولت الملك بعد وفاة والدها الملك جورج السادس في 6 فبراير 1952.
وكان عمرها ثلاثة عشر عامًا عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، وأجليت هي وأختها الأميرة مارجريت من قصر وندسور. وكان هناك اقتراح بنقل الأميرات إلى كندا، لكن والدتهما رفضت ذلك بقولها إن الصغار لا يمكنهم الذهاب بدونها، وإنها لن تترك الملك، والملك لن يترك الوطن.
في عام 1940، قامت بإلقاء خطابها الإذاعي الأول لتخاطب بقية الأطفال الذين أجلتهم الحرب. وفي 1945 أقنعت والدها بأن يسمح لها بالمساهمة المباشرة في الجهود الحربية، فانضمت إلى الخدمة العسكرية الاحتياطية النسائية، وعرفت هناك برقم 230873 الملازم الثاني إليزابيث وندسور. وكانت المرة الأولى التي تدرس فيها وتتدرب مع العامة، وبذلك كانت السيدة الوحيدة من العائلة المالكة التي تخدم فعليًّا في القوات المسلحة.
وتدهورت صحه والدها الملك جورج السادس خلال عام 1951، وأصبحت تنوب عنه في المناسبات العامة. وفي يناير 1952 خرجت في رحلة إلى أستراليا ونيوزيلندا قادتها بعد ذلك إلى كينيا التي وصلها فيها نبأ وفاة والدها الملك جورج السادس في 6 فبراير 1952 بسبب سرطان الرئة. ومن ذلك الوقت أصبحت ملكة لبريطانيا.