ركّزت أنظار العالم على الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم “حماس” في 7 أكتوبر، والدمار الذي سبّبه في قطاع غزة؛ لكن حياة الإسرائيليين ظلت خلال العام الماضي وإلى اليوم تحت تأثير صدمة الهجوم، الذي يعد أسوأ كارثة في تاريخ إسرائيل؛ مما تركها تترنح من فشل جيشها الذي كثيرًا ما تتباهى به في حماية سكانها.
وقال هين مازيغ، زميل أول في معهد تل أبيب، وهي مجموعة مناصرة لإسرائيل: “أعتقد أن إسرائيل بلد لا يزال يعاني الألم والحزن بفعل هجوم حماس، وأعتقد أنه لم يتمكن بشكل كامل من تجاوز الحزن ومعالجة ما حدث في 7 أكتوبر”.
وأدى رد إسرائيل، الذي يهدف إلى القضاء على حركة “حماس”، إلى تدمير غزة؛ مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 42.000 شخص؛ وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، وتشريد ما يقرب من جميع سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
الحرب الأوسع
مع وصول الحرب إلى ذكراها السنوية الأولى، يواجه الإسرائيليون حربًا أوسع مع “حزب الله” المدعوم من إيران في لبنان وربما مع إيران نفسها، التي أطلقت وابلًا من الصواريخ على إسرائيل الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من أن أعدادًا متزايدة من الإسرائيليين دعوا إلى وقف إطلاق النار في غزة مؤخرًا؛ إلا أن هناك أيضًا دعمًا واسعًا للحرب ضد “حماس” و”حزب الله”، الذي يعلن الجيش الإسرائيلي أنه كان لديه خطط لشن هجوم على غرار هجوم 7 أكتوبر في شمال إسرائيل، وذكر 80% من الإسرائيليين أنه كان من الصواب شن هجوم ضد “حزب الله” على الرغم من استمرار الحرب في غزة؛ وفقًا لاستطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي الأسبوع الماضي.
لكن الفشل في إعادة الرهائن إلى ديارهم لا يزال جرحًا مفتوحًا. كانت هناك احتجاجات جماهيرية تطالب الحكومة ببذل المزيد لإعادتهم ودعوات متزايدة لوقف إطلاق النار في غزة، مع انتقادات مريرة من المتظاهرين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ وفقًا لـ”رويترز”.
ومع ذلك، فإن صور معاناة الفلسطينيين في غزة غائبة تمامًا تقريبًا عن التلفزيون الإسرائيلي، باستثناء اللقطات التي صورها الجيش أو التقارير من الصحفيين المرافقين للقوات الإسرائيلية، كما أن هناك اعترافًا ضئيلًا بحقيقة أنه بالنسبة للفلسطينيين، فإن تدمير غزة ذكّرهم بصدمتهم التاريخية الخاصة، وهي فقدان أرضهم في النكبة بعد الحرب التي اندلعت عندما تأسست دولة إسرائيل في عام 1948.. وبدلًا من ذلك كان هناك تشدد عام في المواقف وشعور بأن الإسرائيليين والفلسطينيين يشعرون بأنهم أبعد من بعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى.
استياء المعاناة
وتواجه إسرائيل، تهمًا بارتكاب الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية وتم وضع “نتنياهو” في قوس واحد مع زعيم “حماس”، وهي حركة تصنفها العديد من الدول الغربية كمنظمة إرهابية؛ في طلب ادعاء في المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة.
وبالنسبة للكثيرين في إسرائيل، فإن المزاج العالمي، الذي شهد ارتفاعًا حادًّا في الحوادث المعادية للسامية والمعادية للإسلام على حد سواء؛ يعكس مزيجًا من السذاجة الغربية والتلاعب المتعمد من قِبَل “حماس” والمتعاطفين معها؛ لكن حتى الإسرائيليون الليبراليون شعروا بالأذى من الشعور بأن العالم قد انقلب ضد بلدهم.
وذكرت “ميان”، 37 عامًا، وهي مديرة منتج من تل أبيب أعطت اسمها الأول فقط: أنها تفهمت الاستياء من المعاناة في غزة؛ لكنها شعرت أن العديد من الاحتجاجات بدت تهدف إلى نزع الشرعية عن إسرائيل أو حتى التشكيك في حقها في الوجود.