تركز الاستراتيجية الأمريكية للأسلحة المضادة للسفن لمواجهة الصين في منطقة الهند والمحيط الهادي على ثلاثة عوامل رئيسية: الوفرة والتنقل والفتك، وتهدف الولايات المتحدة من الوفرة إلى إنتاج عدد كبير من الأسلحة المضادة للسفن، مثل قنابل “كويكسينك” الموجهة، وصواريخ “لونغ رينج أنتي-شيب”، وصواريخ “إس إم-6” ، ومن خلال زيادة عدد هذه الأسلحة، تأمل الولايات المتحدة في مواجهة التفوق الكمي للصين في المنطقة.
وتسعى الولايات المتحدة من عامل التنقل إلى جعل أسلحتها المضادة للسفن أكثر تنقلًا وقابلية للنشر على منصات مختلفة. على سبيل المثال، يمكن إطلاق صواريخ “توماهوك” من السفن أو الغواصات أو الطائرات، كما أن بطاريات صواريخ “تايفون” المتنقلة التابعة للجيش الأمريكي يمكنها إطلاق صواريخ “إس إم-6″ و”توماهوك”.
والفتك، تصمم الولايات المتحدة الأسلحة المضادة للسفن الأمريكية لتكون دقيقة ومدمرة. على سبيل المثال، يستخدم صاروخ “لونغ رينج أنتي-شيب” أجهزة استشعار متقدمة وخوارزميات ذكية لتحديد الأهداف وتتبعها، كما أن قنابل “كويكسينك” الموجهة مزودة بأنظمة توجيه وأجهزة استشعار لتتبع الأهداف المتحركة، مما يزيد من دقتها.
تهدف الاستراتيجية الأمريكية إلى ردع العدوان الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادي من خلال زيادة قدرات القوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة. ومن خلال نشر هذه الأسلحة المضادة للسفن بكثافة، تأمل الولايات المتحدة في مواجهة القوة البحرية الصينية المتنامية والدفاع عن حرية الملاحة والمصالح الأمريكية في المنطقة.
القنبلة الرخيصة
تجمع الولايات المتحدة ترسانة من الأسلحة المضادة للسفن، وفيرة وسهلة الصنع كجزء من الاستراتيجية الأمريكية لردع الصين في منطقة الهند والمحيط الهادي، وتجهيز القوات الأمريكية هناك.
وكثفت الولايات المتحدة من اختبار سلاحها “كويكسينك”، وهو قنبلة رخيصة ويمكن أن تكون وفيرة، مزودة بمجموعة توجيه “جي بي إس” منخفضة التكلفة وجهاز استشعار يمكنه تتبع الأجسام المتحركة، واستخدمت القوات الجوية الأمريكية قاذفة B-2 الشبحية خلال اختبار الشهر الماضي في خليج المكسيك لضرب سفينة هدف باستخدام سلاح “كويكسينك”.
ووفقًا للخبراء، ستظل الصين تمتلك ميزة كبيرة من حيث الأعداد الصرفة للصواريخ المضادة للسفن، ويمكنها أن تضعها على أراضيها، ولكن زيادة الإنتاج الأمريكي من “كويكسينك” من شأنه أن يقلص هذه الفجوة من خلال تعريض سفن البحرية الصينية، التي يبلغ عددها 370 سفينة تقريبًا لخطر أكبر خلال أي صراع مستقبلي أكثر مما واجهته منذ أن بدأت بكين في تحديث جيشها في التسعينيات.
ولا تزال “كويكسينك”، التي تطورها شركة بوينج، في مرحلة التطوير، حيث تحتوي على جهاز استشعار من شركة بي إيه إي سيستمز، ويمكن استخدام “كويكسينك” مع مئات الآلاف من مجموعات الذيل للقنابل الموجهة المشتركة – وهي أنظمة يمكن إسقاطها من الطائرات الأمريكية أو المتحالفة معها وتحويل القنابل “الغبية”، التي يبلغ وزنها 900 كيلو جرام إلى أسلحة موجهة بتكلفة زهيدة.
وتريد القيادة العسكرية الأمريكية في منطقة الهند والمحيط الهادي الحصول على آلاف من أسلحة “كويكسينك” – وقد أرادت ذلك لسنوات – وفقًا لأحد المسؤولين التنفيذيين في الصناعة، الذي رفض الكشف عن الرقم الدقيق لأنه مصنف.
ووفقًا لهذا المسؤول التنفيذي، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن الدفاعات الصينية للسفن ستكون مثقلة إذا واجهت عددًا كافيًا من الأسلحة “الوفيرة والرخيصة”.
وفي مثل هذا السيناريو، ستستخدم القوات الأمريكية صواريخ LRASM أو صواريخ SM-6 لإلحاق الضرر بالسفينة الحربية الصينية وراداراتها، ثم تقصف السفينة بأسلحة أقل تكلفة مثل “كويكسينك”.
أسلحة متنوعة
وجمعت الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للسفن في آسيا. وفي أبريل، نشر الجيش الأمريكي بطاريات صواريخ تايفون المتنقلة الجديدة، التي تم تطويرها بتكلفة زهيدة من المكونات الموجودة ويمكنها إطلاق صواريخ SM-6 وتوماهوك ضد الأهداف البحرية، في الفلبين خلال تدريب.
ومن السهل نسبيًا إنتاج مثل هذه الأسلحة – حيث تعتمد على المخزونات الكبيرة والتصميمات، التي كانت موجودة منذ عقد أو أكثر – ويمكن أن تساعد الولايات المتحدة وحلفاءها على اللحاق بالركب بسرعة في سباق تسلح في منطقة الهند والمحيط الهادئ تمتلك فيه الصين تقدمًا كبيرًا.
وعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي رفض الإفصاح عن عدد الأسلحة، التي سيتم نشرها في منطقة الهند والمحيط الهادي، إلا أن الوثائق الحكومية التي تحدد المشتريات العسكرية أظهرت أنه من المقرر شراء أكثر من 800 صاروخ SM-6 خلال السنوات الخمس القادمة، كما أظهرت الوثائق وجود عدة آلاف من صواريخ توماهوك ومئات الآلاف من القنابل الموجهة المشتركة في المخزونات الأمريكية.