ماذا لو أكدت تحاليل العينات، وجود دهن الخنزير في شيكولاتة كادبوري؟ .. هل سيتم الاكتفاء بسحب منتجات الشركة من الأسواق السعودية؟.. أم ستقاضي المملكة الشركة؟ ..وهل ستكون هناك مبادرات شخصية لرفع قضايا على الشركة بدعوى تضليل المستهلك السعودي، وعدم إعلامه صراحة بأن هذا المنتج يحتوي على الحمض النووي للخنزير، والذي تحرم الشريعة الإسلامية تناوله بشكل قطعي؟
وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء كشفت السبت (31 مايو)، أنها سحبت عيِّنات من شيكولاتة كادبوري المتوافرة في أسواق المملكة، لفحصها معمليا وتحليلها، بغرض التأكد من خلوها من الحمض النووي للخنزير (DNA)، بعد ثبوت وجود آثار هذه المادة في بعض منتجات الشركة المصنعة في ماليزيا.
وأظهرت الاختبارات الدورية لوزارة الصحة الماليزية للتأكد من مطابقة المنتجات لمتطلبات الحلال، احتواء هذه المنتجات على آثار للمادة في دفعتين من شيكولاتة كادبوري، هما: كادبوري حليب بقري بالبندق، والمسجلة بتاريخ صلاحية ينتهي في 13 نوفمبر 2014، وكادبوري حليب بقري باللوز المحمص، والمسجلة بتاريخ صلاحية ينتهي في 15 يناير 2015.
وشرعت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، في إجراءات احترازية عاجلة، وذلك بسحب عينات من المنتجات التي ثبت احتواؤها على آثار الحمض النووي للخنزير، بأرقام تشغيلات مختلفة ومنتجة في دول أخرى، لإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من خلوها من مشتقات الخنزير، حيث لم يثبت لدى الهيئة وجود التشغيلات الملوثة في الأسواق المحلية.
وقامت كادبوري ماليزيا، إحدى مجموعات شركة مونديليز إنترناشيونال، بسحب منتجاتها من الشوكولاتة بالحليب، بعد عثور السلطات الماليزية على آثار لحمض نووي للخنزير بالشيكولاتة أثناء فحص عشوائي.
وبصورة دورية، تفحص السلطات الماليزية المنتجات في الأسواق، لضمان أنها حلال ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وتبيع كادبوري ماليزيا منتجاتها في السوق الماليزي فقط، ولكن الشركة تتخوف من أن يؤدي هذا النبأ إلى تقويض مبيعاتها في سوق أكبر وهو السوق الإندونيسيو، بحسب ما نشرته وكالة “رويترز”، الخميس (29 مايو 2012).
من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الغذاء، الدكتور صلاح الميمان، إن الأنواع المسجلة لدى الهيئة، ﻻ تتضمن أي منتجات كادبوري مصنعة في ماليزيا، وأن الموجودة في الأسواق السعودية، مستوردة من دول أخرى مثل جمهورية مصر العربية و المملكة المتحدة.
وأشار الميمان إلى أن الهيئة ستقوم باتخاذ التدابير اللازمة في حال أثبتت التحاليل المخبرية احتواء العينات على أي آثار للحمض النووي للخنزير”، مطالبا من يعثر على منتجات كادبوري في الأسواق المحلية مسجلة بنفس “أرقام التشغيلات” المسحوبة من الأسواق الماليزية، والمعلن عنها رسميا “التواصل مع الهيئة”.
ودعت جماعات مسلمة من المستهلكين وتجار التجزئة في ماليزيا إلى مقاطعة منتجات شركة كادبوري البريطانية للحلوى، والشركة الأم كرافت فودز، قائلين إن نوعين من الشيكولاتة يتعارضان مع الشريعة الإسلامية لاحتوائهما على الحمض النووي للخنزير.
وأعلنت مجموعة تضم بعض تجار التجزئة المسلمين أنهم سيتوقفون عن بيع منتجات كادبوري وكرافت في 800 متجر تمثلهم.
واستحوذت كرافت على كادبوري في 2010 في صفقة وصلت قيمتها إلى 19 مليار دولار أمريكي.
يذكر أن شركة كادبوري، أعلنت عن سحب اثنين من منتجاتها من الأسواق في ماليزيا، إثر كشف وزارة الصحة الماليزية احتوائهما على مشتقات الخنزير.
وبعد فحص روتيني على المنتجات الغذائية أكدت وزارة الصحة اكتشاف مشتقات من الخنزير في منتجين من شكولاتة البندق واللوز المحمص.
كما أكدت شركة “كادبوري-ماليزيا”، في بيان على صفحتها في فيسبوك، أنها ملتزمة بإنتاج مواد تحتوي على مشتقات حيوانية حلال، واعتذرت عن الخطأ غير المقصود.
في السياق ذاته كان مدير مؤسسة الغذاء والدواء بالأردن الدكتور هايل عبيدات، أعلن الخميس الماضي خلو الأردن من منتجات شكولاته كادبوري التي تم سحبها من بعض الأسواق العالمية لتبين احتوائها على مشتقات الخنزير.
وقال عبيدات:” إن الأردن يخلو من شوكولاته كادبوري المخلوطة بدهن الخنزير والموجودة، شوكولاتة طبيعية تحتوي على سكريات وجلكوز وصبغات.
واشار عبيدات إلى أن منتجات الخنزير المسموح لها دخول الأردن مكتوب عليها في بطاقة البيان أنها تحتوي على “دهن الخنزير”، وأن صاحب العلاقة مجبر على الأعلام عن وجودها ببطاقة البيان.
واوضح عبيدات أن أي شخص يحاول التلاعب في بطاقة البيان أو إدخال مواد تحتوي على مشتقات فيها دهن الخنزير دون الإعلان عن ذلك في بطاقة البيان سيحول إلى الجهات القضائية وسيتم اتخاذ اقصى العقوبات بحقه.