تتمثل أحد مظاهر الغموض الرئيسية، التي تحيط بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المثيرة للجدل إلى واشنطن، في نوع الاستقبال الذي سيحظى به من البيت الأبيض، وكيف سيتم استقباله من قبل جو بايدن ونائبته المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي كامالا هاريس؟ حيث لم يتم تأكيد أي اجتماعات بين “نتنياهو” و”بايدن” أو “هاريس” طيلة أمس، على الرغم من أن “نتنياهو” كان قد غادر بالفعل إلى الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يخاطب جلسة مشتركة للكونجرس غداً بناءً على طلب زعيم مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري.
ويبدو أن “هاريس” ستتخطى تلك الجلسة، حيث كان من المفترض أن تجلس خلف “نتنياهو” مباشرة بصفتها رئيسة مجلس الشيوخ، وستكون خارج واشنطن لحضور حدث عام في جمعية نسائية جامعية في إنديانا، وفي وقت متأخر أمس، قال مساعد لـ”هاريس”: “إن كلاً منها ومن بايدن سيجلسان مع نتنياهو في اجتماعات منفصلة في البيت الأبيض”، ونفى أن سفرها إلى إنديانابوليس يشير إلى أي تغيير في موقفها تجاه إسرائيل، ومع ذلك، فإن الاستقبال المتباين قد يوجه ضربة لـ”نتنياهو”، الذي أراد الاستفادة من اتصالاته السياسية في الولايات المتحدة لتعزيز مكانته كرجل دولة في إسرائيل، وأيضًا للحفاظ على علاقته مع الديمقراطيين في حال هزموا دونالد ترامب في نوفمبر.
انتقاد علني
ويجمع مؤيدو “هاريس” والمطلعون أنها أكثر عرضة للانخراط في انتقاد علني لـ”نتنياهو” من “بايدن”، وتركيز الاهتمام على الخسائر المدنية بين الفلسطينيين من الحرب في غزة – حتى لو كانت ستحافظ على المساعدات العسكرية الأمريكية والدعم الآخر لإسرائيل” الذي كان ركيزة أساسية لسياسة “بايدن” الخارجية، وفقاً للكاتب في صحيفة “الجارديان” البريطانية أندرو روث.
وقال جيريمي بن-عامي رئيس “جي ستريت”، وهي مجموعة ضغط ليبرالية مؤيدة لإسرائيل أيدت ترشيح “هاريس” للرئاسة: “الفرق الجيلي بين بايدن وهاريس هو فرق ذو معنى في كيفية النظر إلى هذه القضايا، وليس بالضرورة مسألة سياسة بقدر ما هو، أعتقد، مسألة تأطير… هناك إطار لأشخاص من جيل كامالا هاريس والأصغر سنًا يعترف أكثر بالجانب الفلسطيني من المعادلة، ويعترف أكثر بالحاجة إلى أن تكون مخاوف وحاجات وحقوق كلا الشعبين جزءًا من هذه المحادثة”.
وأصدرت “هاريس” دعوات قوية لوقف إطلاق النار وانتقدت إدارة إسرائيل للحرب، في الوقت نفسه، صقلت أوراق اعتمادها المؤيدة لإسرائيل، حتى مع تأكيد أحد مساعديها أنها ستكون غائبة عندما يتحدث “نتنياهو” في الكونجرس، وقال المساعد: “طوال مسيرتها المهنية، كان لهاريس التزام ثابت بأمن إسرائيل. وهذا لا يزال صحيحًا اليوم”.
قتل الأبرياء
وفي مارس، في خطاب في سيلما، ألاباما، موقع مظاهرة تاريخية في حركة الحقوق المدنية الأمريكية، قالت “هاريس”: “كما قلت مرات عديدة، لقد قُتل الكثير من الفلسطينيين الأبرياء، وقبل بضعة أيام فقط، رأينا أشخاصًا جائعين يائسين يقتربون من شاحنات المساعدات، يحاولون ببساطة تأمين الطعام لعائلاتهم بعد أسابيع من عدم وصول أي مساعدات تقريبًا إلى شمال غزة، وقوبلوا بإطلاق نار وفوضى”.
وقال إيفو دالدر، رئيس مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، والممثل الدائم السابق للولايات المتحدة لدى الناتو: “لا يوجد شك كبير… في أنها صوت داخل الإدارة يدفع بقوة لإعطاء الأولوية للتأثير على السكان المدنيين في غزة والتأكد من أن هذه القضية تظل في أعلى سلم أولويات الناس، بما في ذلك الرئيس”.
وبشكل عام، قال خبراء السياسة الخارجية إنهم يعتقدون أن “هاريس” ستحافظ على سياسات مماثلة لسياسات “بايدن” تجاه إسرائيل، مع التحدث بصوت أعلى عن محنة الفلسطينيين من الحرب أو ضد المستوطنات الإسرائيلية.