كشف زملاء الدراسة السابقون لتوماس ماثيو كروكس، مطلق النار على دونالد ترامب، أن نادي البندقية في مدرسته رفض أن يلتحق به بسبب تصويبه السيئ، وذلك في تفاصيل جديدة تضمنت أيضًا أنه كان طالبًا ذكيًّا لديه عدد قليل من الأصدقاء، كما كان يحب لعب الشطرنج، وألعاب الفيديو، ويتعلم البرمجة.
وقال جيمسون مايرز، الذي درس مع المشتبه به في المدرستَيْن الابتدائية والثانوية: “إن كروكس حضر تجارب لفريق البندقية في مدرسة بيثيل بارك الثانوية، حيث تخرج عام 2022، لكن طُلب منه عدم العودة قبل الموسم، ولم يكن الأمر مجرد عدم انضمامه للفريق، بل طُلب منه عدم العودة بسبب سوء تصويبه؛ إذ اعتُبر ذلك خطيرًا”.
وأضاف “مايرز”: “كروكس كان طفلاً لطيفًا، لم يتحدث بسوء عن أي شخص، ولم أعتقد قط أنه قادر على أي شيء رأيته يفعله في الأيام القليلة الماضية، وعندما تحدثت معه بدا مجرد صبي عادي، لم يكن شعبيًّا بشكل خاص، ولكن لم يتعرض للسخرية أو أي شيء من هذا القبيل”.
ونقلت شبكة “إيه بي سي” نيوز عن عضو مجهول في الفريق قوله: “إن كروكس لم يكن مناسبًا حقًّا لفريق البندقية، وكان تصويبه سيئًا للغاية أيضًا”.
وأخبرت زميلة دراسة أخرى، تُدعى سمر باركلي، شبكة “سي بي إس” بأن “كروكس” كان محبوبًا من قِبل معلميه.
مهووس بالتكنولوجيا
وقال مارك سيغافوس، الذي تخرج مع كروكس: “هذا أحد الأشياء التي يتم تفسيرها بشكل خاطئ. لم يكن من نوع المنعزلين الذين يرتدون معاطف طويلة. وسأقول إنه كان بالتأكيد من النوع المهووس بالتكنولوجيا، بالتأكيد، لكنه لم يعطِ أبدًا انطباعًا بأنه مخيف، أو مثَّل مُطلق النار في المدرسة”.
وذكر زملاء دراسة آخرون أنه تعرَّض للتنمر في المدرسة بسبب “مظهره”، واعتبره البعض تهديدًا محتملاً.
وقال أحد التلاميذ السابقين لشبكة “إن بي سي”: “كان يتعرض للتنمر تقريبًا كل يوم. كان يجلس وحيدًا أثناء الغداء. أعني أنه كان منبوذًا، وأنت تعرف كيف هم الأطفال في هذه الأيام، يرون شخصًا مثله ويستهدفونه؛ لأنهم يعتقدون أن ذلك مضحك أو ما شابه. هذه أفضل طريقة يمكنني وصفها. وبصراحة، إنه أمر محزن نوعًا ما. لا أريد أن أقول إن هذا ما حرضه، ولكن لا يمكنك أبدًا أن تعرف”.
غموض الدوافع
ولا تزال العديد من التفاصيل المحيطة بحياة “كروكس” ودوافعه المحتملة غير واضحة للمحققين؛ إذ قال مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي: “إنهم يتعاملون مع الحادث كحالة محتملة من الإرهاب المحلي؛ إذ ترك مُطلق النار مواد متفجرة في السيارة التي قادها إلى مكان الحدث”.
ومع ذلك، لم يعثر المحققون على بيان أو أي دليل على أن المشتبه به كان لديه معتقدات سياسية راسخة، ولا توجد علامات على امتلاكه حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي الشائعة، مثل “فيسبوك” أو “إنستغرام”، وكان لديه حساب على منصة الرسائل عبر الإنترنت “ديسكورد”، لكن الشركة ذكرت أنه نادرًا ما تم استخدامه، ولم نجد أي دليل على أنه تم استخدامه للتخطيط لهذا الحادث، أو مناقشة آرائه السياسية.
وكان كروكس عضوًا في نادي كليرتون للرماية في بنسلفانيا، الذي يمتلك ميدانًا للرماية، يبلغ طوله 200 متر (أطول من المسافة التي حاول منها قتل “ترامب”).
وبينت دار الرعاية، حيث كان يعمل “كروكس”، أن موظفيها لم يكن لديهم سبب للقلق بشأن زميلهم السابق.
وكان “كروكس” مسجلاً كجمهوري، لكنه تبرع أيضًا لقضية تقدمية في عام 2021، وكان والداه مسجلَين كديمقراطي وليبرتاري.
وأفاد المحققون الفيدراليون بأن “كروكس” استخدم بندقية من طراز AR-15، اشتراها والده؛ لإطلاق خمس طلقات من سطح مبنى على أطراف أرض معرض مزرعة بتلر، على بُعد نحو 30 ميلاً شمال بيتسبرغ.
وقُتل “كروكس” على يد عملاء الخدمة السرية بعد لحظات من بدء إطلاق النار؛ ما أدى إلى إصابة “ترامب”، وقتل أحد المتفرجين، وإصابة اثنين آخرَين بجروح خطيرة.