أعلن وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل أن برنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم سيقضي على المدارس المستأجرة؛ على اعتبار أنها في المجمل مبان سكنية غير مجهزة للتعليم والتعلم والنشاط، وتفتقد إلى اشتراطات الأمن والسلامة والصحة.
وفي كلمته بالمؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم في “هيلتون جدة”، قال “الفيصل”: “التحول إلى مجتمع المعرفة يمثل إستراتيجية تبنتها المملكة، وتعمل عليها وزارة الاقتصاد والتخطيط بالتعاون مع الجهات المعنية، لأن التعليم يمثل الأساس الذي تقوم عليه هذه الإستراتيجية وتنطلق منه كل محاورها وبرامجها ومبادراتها، ويقيننا هو أن الدعم لهذا البرنامج سيساهم بإذن الله في تحقيق هذا التحول”.
وأضاف: “كان لكل مبادرة من هذه المبادرات في هذا البرنامج دواع ومبررات مرتبطة بواقعها وآثارها والتطلعات المستقبلية لتطويرها”.
وأردف: “رفعنا هذا البرنامج إلى المقام الكريم بتاريخ 3/ 5/ 1435هـ حيث غطى أربعة محاور رئيسة هي المعلم، الطالب، التنظيم والإدارة والمباني المدرسية، وقد وجه المقام الكريم بدراسته بمعرفة الجهات المعنية، ودراسة التكاليف المقدرة مع وزارة المالية، ثم بعد اكتمال تلك الدراسات، صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على البرنامج في تاريخ 18/ 7/ 1435هـ، وتشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير التربية والتعليم وعضوية وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ووزير المالية الدكتور مطلب النفيسة ووزير الخدمة المدنية، وقد عقدت اللجنة اجتماعها الأول صباح اليوم”.
وقال “الفيصل”: “يطيب لي أن أعلن للجميع خلال هذا المؤتمر أن هذا البرنامج قد تضمن في مبادرة إيجاد المميزات الوظيفية لمديري التربية والتعليم تمت الموافقة على إحداث خمس وظائف بالمرتبة الممتازة لمديري التربية والتعليم في مناطق الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، ومحافظة جدة إضافة إلى إحداث 11 وظيفة بالمرتبة 15 لبقية المناطق ومحافظتي الطائف والأحساء، و29 وظيفة بالمرتبة 14 لمديري التربية والتعليم في بقية المحافظات”.
وأضاف: “تقرر تكليف اللجنة الوزارية بدراسة البرنامج والنظر في إيجاد حوافز لمديري المدارس وحوافز للمعلمين والمعلمات المتميزين”.
وأردف: “فيما يتعلق بمبادرة التأهيل النوعي للمعلمين تقرر اعتماد خمسة مليارات ريال للسنوات الخمس، حيث سيتم إيفاد نحو 25 ألف معلم ومعلمة للخارج للتدريب في مدارس الدول المتقدمة للتعرف على أفضل الممارسات الحديثة في برامج تمتد لمدة عام”.
وتابع: “فيما يخص مبادرة التوسع في رياض الأطفال الحكومية، صدرت الموافقة على افتتاح 1500 روضة أطفال، سيستفيد منها نحو150 ألف طالب وطالبة، وإحداث 3500 وظيفة معلمة خلال خمس سنوات، وتغطية الفرق من الوظائف التي صدر بها الأمر السامي الكريم الصادر بتاريخ 29/ 5/ 1435هـ، مع إعطاء الأولوية للمدن الصغيرة، والأحياء المكتظة وذوي الدخل المحدود”.
وأضاف: “لن أحدثكم من موقع المسؤول الذي يملي عليكم التوجيهات، بل سأحدثكم من موقع الزميل الذي يتشرف بزمالتكم، ويعتز بكم، الزميل الذي يحلم معكم وبكم إلى التطوير وإلى اغتنام الفرص والاستباق نحو التميز العلمي والتقني في المجالات المختلفة”.
وأردف: “إنني أتوسم أيها الكرام أن تمتلكوا زمام المبادرة للتجويد، ولا تنتظروا من يوجهكم، فالمبادرة أبرز سمات القائد الناجح، وتأكدوا أن الصعوبات والعقبات والمعوقات مهما اعترضت وتنوعت إنما هي سر من أسرار النجاح والتفوق؛ وتأكدوا أن ليس في الدنيا عمل بلا صعوبات أو معوقات”.
وتابع: “أنا على يقين من أن أولى أولياتكم ستكون في عنايتكم واهتمامكم بغرس الاعتزاز بالدين، والولاء للملك، والانتماء للوطن، فاحرصوا على أن تبنوا في فلذات الأكباد الثقة بأنفسهم وبإمكاناتهم، وأن تسعوا إلى احترام إنسانيتهم، وتقديرهم قولاً ومعاملة وسلوكاً”.
وقال: “أنا موقن أيضاً بإدراككم أن الثقة بين الطالب ومعلمه، والطالبة ومعلمتها هي سر النجاح في التعليم، وهي المدخل الرحب إلى تذوق متعة التربية والتعليم وأن المحبة والقبول بين المعلم والمتعلم تختصر الزمن وتحقق الهدف”.
وأضاف: “أنا متفائل بأن أساليب التعليم الحديثة القائمة على الحوار، والتفكير، والبحث، والاستكشاف، وتعلم الأقران والعمل بروح الفريق والتعلم التعاوني ستكون بدائلكم عن التعليم التلقيني والأساليب المباشرة، ومتفائل كذلك بأنكم ستشيعون في فصولكم وفي أفنية مدارسكم وردهاتها ومناشطها روح التسامح والمودة والتعاون ومبادئ الذوق العام، وستؤكدون بسلوككم وبتوجيهاتكم تقدير المهن والسلوك المتحضر والتفاني في خدمة الوطن والمجتمع والاعتماد على النفس في مواجهة صعاب الحياة”.
وأردف: “سنكون حريصين على تيسير ودعم أعمالكم، مستمعين إلى مقترحاتكم، ومنتظرين إبداعاتكم وإنجازاتكم أنتم وطلابكم وطالباتكم”.
وقال “الفيصل”: “بالنسبة للأسر وأولياء الأمور؛ فإني أذكرهم ونفسي بقول نبي الهدى صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فما أعظمها من مسؤولية وأمانة لا تقبل التفريط والإهمال”.
وأضاف: “أبناؤنا معرضون، اليوم، أكثر من أي وقت مضى، للأفكار الدخيلة والاستهداف في الدين والوطنية والأخلاق والتوجهات، ومعرضون لخطر واسع النطاق عبر الألعاب الإلكترونية، وبرامج التسلية والتواصل، والفضاء المفتوح، لكن الخطر الأكبر في نظري هو في توقفنا عن الحوار معهم مما يزيد من حجم الفجوة بيننا وبينهم على الصعيد الوجداني والفكري، لذلك لا بد أن نشاركهم تفكيرهم واهتماماتهم ونحرص على متابعة سلوكياتهم واختيارهم لرفقائهم”.
وقال “الفيصل”: “أغتنم هذه الفرصة خلال هذه المرحلة المهمة من تاريخ التربية والتعليم في بلادنا؛ لأؤكد أن الإستراتيجية لتطوير التعليم العام قد دعت الأسر وأولياء الأمور إلى شراكة فعالة وتعاون وتكامل في الأدوار والمسؤوليات لتحقيق صالح أبنائنا ولذلك نرحب بكل فكرة إبداعية تساهم في بناء الشراكة المثمرة”.