انتقدت الكاتبة الصحفية والمدربة الأسرية، سلوى العضيدان، ما وصفته بإنكار المجتمع والأهالي لحقيقة انتشار ظاهرة “الجنس الرابع” التي اصطلح على تسميتها بالبويات أو الفتاة المسترجلة.
وقالت إنها ظاهرة “بدأت في الانتشار بمجتمعنا، وخاصة بين طالبات المرحلة الثانوية والجامعية، حيث يكافح المجتمع والأهل جاهدين لإنكارها، والادعاء بأنها لم تصل بعد إلى حد الظاهرة، رغم أن كل الدلائل تشير بوضوح إلى ذلك”، وفق حديثها .
وأضافت العضيدان أن لفظة “بوية” التي يطلقها البعض على “الجنس الرابع” يعود أصلها (Boy) ومعناها الصبي، مشيرة إلى “أنه ومن باب اللطافة تم إضافة تاء التأنيث، لتكون “بوية”، معتبرة أنها حيلة خادعة لجأت إليها (البويات) حتى يتجنبن لفظ المسترجلات أو الجنس الرابع”.
المظهر الخارجي “للبوية”
وعرَّفَت العضيدان، ما وصفتها بظاهرة “الجنس الرابع” بأنها تشبه البنات بالأولاد من حيث قصة الشعر، والتصرفات، وشرب السجائر، وطريقة المشي، والملابس، وتخشين الصوت.
وتعمد “البوية” إلى تغيير اسمها أو لقبها إلى اسم رجل بين زميلاتها، ومن تقيم معهن علاقة، حيث تعمل على استغلال الفرص السانحة للقيام بالممارسات غير الأخلاقية، وخاصة بحمامات المدارس والجامعات لبعدها عن أعين الرقابة. بحسب العضيدان.
وتابعت الكاتبة أن “البوية”، تقوم أيضًا “باستغلال أنوثتها للتواصل مع حبيبتها (عشيقة) وزيارتها بمنزلها، والدخول بكل ثقة تامة إلى غرفتها دون أن تُثير شك الأم، أو أحدًا من أهل البيت”.
أسباب انتشار البويات
وعن أسباب وجود “الجنس الرابع” في المجتمع السعودي قالت سلوى العضيدان إنها ترجع لـ”ضعف الوازع الديني لدى البوية، والبعد عن الله، والاضطرابات النفسية والشخصية التي قد تنتج عن حادثة تعرضت لها في الماضي؛ الأمر الذي أثر على تكوينها الأنثوي بالرغبة في تقمص دور الشاب والتشبه به”.
وأضافت أن ضعف الإرشاد الاجتماعي في التوعية الحقيقية المباشرة بالعواقب الصحية والدينية والاجتماعية والنفسية المترتبة على انتشار مثل هذه الظاهرة والوصول لهذه الفئة العمرية ضمن برنامج محدد الأهداف والرؤى ساهم بشكل كبير في انتشار هذا النوع من الشخصيات.
واعتبرت العضيدان , أن الخلط بين مفهوم الحرية الشخصية والحد الفاصل للوقوع بحدود الله وانتهاك محارمه ( ” السِحاق ” ، التشبه بالرجال ، الضرر بالآخرين ) وعدم إدراك المجتمع لخطورة هذه الظاهرة التي بدأت بالانتشار في ظل الإنكار المتعمد من قبل المجتمع لها , سبباً في تفشي الظاهرة
العلاج والاعتراف
وعن أبرز الحلول والعلاج التي من شأنها الحد من انتشار الظاهرة، قالت المدربة الأسرية إن “الإشكالية هنا ليست في وضع حلول واقتراحات وتوجيهات وإرشادات لهذه المشكلة؛ فهذا أمر بديهي وميسور، وإنما الإشكالية في اعتراف المجتمع بوجود مثل هذه الظاهرة، وإصراره على إنكارها والتقليل من شانها، مشكلتنا أننا نعتقد بأننا نعيش “بالمدينة الفاضلة “، ونتصرف بناء على ذلك”.
كما رأت العضيدان أن مؤسسات التعليم بكافة أنواعها عليها أن تكون حازمة تجاه هذه الظاهرة، وذلك بتطبيق الجزاءات الرادعة على من يضرب بالأحكام الدينية والأعراف عرض الحائط بحجة أن هذه “حرية شخصية “، كالفصل والحرمان من الدراسة لفترة ما؛ لأن التساهل بتطبيق الجزاءات يمنح هذه الظاهرة فرصه كبيرة لتتمدد أكثر وأكثر.
وعن دور الأسرة قالت إن الأسرة “مسؤولة أمام الله أولا مسؤولية كاملة عن تضييع الأمانة والتفريط بقاعدة “كلكم راع “، ثم أمام هذه الابنة التي ضلت طريقها ولم تجد من يمسك بيدها وينصت إليها لتعود لجادة الطريق الصواب”.
وبالنسبة للإعلام قالت إن ما وصفته بـ”الإعلام الهدام” له دور كبير في نسبة التشويش على عقول الأبناء “وذلك بالخلط العجيب بين مفهوم الحرية الشخصية وتكسير حدود الشرع”.