ذكر الكاتب الأمريكي توم روجان أن هناك ثلاثة أسباب ترجح شن الولايات المتحدة الأمريكية هجومًا عسكريًّا على سوريا، في ظل اقتناع أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية بأن الرئيس السوري بشار الأسد يواصل استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
ورأى الكاتب في مقال نشرته صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية، الاثنين (19 مايو 2014)، أن أوباما قد يتجاوز الخطوط الحمراء، ويشن هجومًا عسكريًّا على سوريا، لثلاثة أسباب، أولها يتمثل في أن الرئيس الأمريكي ليس في حاجة إلى موافقة الكونجرس لشن هجوم عسكري ضد سوريا، وهو ما بدا جليًّا من قوله: “أعتقد أن لديّ السلطة لتنفيذ هذا العمل العسكري دون تفويض خاص من الكونجرس”.
وتابع، أن أوباما متأكد من أن بلاده لن تقوم بهذا العمل وحدها، حيث أعلنت فرنسا أن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية فيما لا يقل عن 14 مرة في الأشهر الأخيرة، كما أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس علنًا عن أسفه إزاء خيارات السياسة العامة التي اتخذت في سبتمبر الماضي، بشأن التفاوض مع النظام السوري.
وقال روجان إن السبب الثاني يتلخص في أن القدرات العسكرية التي تمتلكها واشنطن تمكّنها من توجيه رد عسكري على سوريا، لافتًا إلى أن مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس جورج بوش” المتواجدة في المنطقة، يمكنها أن تقترب من الحدود السورية في أقل وقت ممكن.
وأضاف أن هناك تفاهمًا مشتركًا من التكتيكات والتقنيات والإجراءات العسكرية بين الولايات المتحدة وفرنسا، عقب استكمال التدريبات العسكرية المشتركة بينهما في وقت سابق، والتي ضمت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس جورج بوش” إلى جانب حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديجول”، فضلا عن امتلاك البحرية الأمريكية عددًا من المدمرات الحاملة لصواريخ كروز، وغواصات في البحر الأبيض المتوسط، مما يسهل للولايات المتحدة وفرنسا ضرب أهداف نظام الأسد.
وأشار كاتب المقال إلى السبب الثالث بقوله: “إن الأمر بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا في الوقت الراهن، قد ينعش آمال إدارة أوباما في معالجة التحديات الاستراتيجية الهامة، في ظل فشل الإدارة الذريع، لا سيما إزاء تعاملها مع الأزمات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط؛ الأمر الذي وضع سياسة واشنطن الخارجية على المحك”.
واختتم الكاتب الأمريكي مقاله بالإشارة إلى أن شن هجوم على سوريا، بإمكانه طمأنة الشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة، بأن واشنطن لا تزال لديها إمكانية الردع، كما أن العمل العسكري ضد دمشق سيبعث إشارة واضحة إلى إيران بشأن برنامجها النووي.