رغم أن شركتين سلكت كل منهما طريقا مختلفا عن الأخرى، وصولًا إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا، إلا أنهما أعلنتا عن قرب التوصل بنجاح للقاح.
وذكر موقع “ذا موتلي فوول” العلمي المتخصص اليوم الأحد (18 مايو)، أن هناك شركتين رائدتين تعملان في مجال التكنولوجيا الحيوية وتصنيع اللقاحات المضادة أعلنتا عن قرب توصلهما للقاح مضاد لفيروس كورونا. وقال الموقع إنه بالرغم من أن اللقاحات التي توصلت إليها الشركتان ما زالت تحتاج لمزيد من التجارب قبل السماح بتداولها، إلا أن النتائج الأولية لتلك اللقاحات تبدو مبشرة كما أن كلا الشركتين قد نهجتا منهجا مختلفا في محاولة تصنيع لقاح مضاد للفيروس.
وتأتي شركة “نوفافكس” الواقعة في مدينة مريلاند الأمريكية في المقدمة نظرًا لما تحظى به من شهرة بعد إعلانها في أواخر شهر أبريل الماضي عن نجاح المرحلة الثانية من تجاربها التي كانت تجريها على لقاح يقي السيدات الحوامل من الإصابة بالإنفلونزا الموسمية والإنفلونزا الوبائية وذلك بناء على طلب وتمويل رسمي من الحكومة الأمريكية.
وأفاد موقع “فيرس فاكسينس” أن بعض الباحثين التابعين لجامعة مريلاند ولشركة نوفافكس قد كونوا فريق عمل مشترك ليعلنوا مطلع هذا الشهر عن تمكنهم من اكتشاف لقاح نجح في منع انتقال عدوى كورونا بين الحيوانات.
وبحسب المتخصصين، فإن نوفافاكس قد نجحت في استخدام تكنولوجيا لقاح الجسيمات المتناهية الصغر في تفكيك بروتين “إس” الموجود في فيروس كورونا. وذكر فريق الباحثين أن التجارب أثبتت أن تفكيك هذا البروتين المسؤول عن ربط الفيروس بالخلايا المستهدفة في الجسم يساعد على حماية الحيوانات من الإصابة بفيروسي سارس أو كورونا.
وفي حوار مع ستان إيرك، المدير التنفيذي لشركة نوفافاكس، مع شبكة الـ”سي إن إن” قال المسؤول إن شركته “لم تتواصل بشكل مباشر إلى الآن مع أي جانب من الحكومة السعودية”. وأضاف إيرك أن أي “سوق مستقبلي” لهذا اللقاح المحتمل في الشرق الأوسط مرتبط بالتعاون مع جهات يمكنها أن توفر أمرين، الأول يتمثل في القدرة على تمويل البحوث التي يتم إجراؤها، والآخر يتمثل في التعاون وتبادل الخبرات مع الأنظمة الصحية المحلية والإقليمية مثل وزارة الصحة المعنية بأحد البلدان. كما أكدت الشركة أنه يتوجب أن تتم الموافقة على اللقاح وإجراء المزيد من البحوث حوله قبل طرحه في الأسواق.
أما الشركة الثانية التي أعلنت عن نجاح التجربة الأولى للقاحها المضاد لكورونا، فهي شركة “إنوفيو” التي قالت إن لقاحها قد أعطى للفئران استجابة مناعية “قوية ودائمة” ضد الفيروس. وأفادت الشركة أنها استخدمت تكنولوجيا الحمض النووي الاصطناعي، حيث قامت بتصنيع نسخة غير حية مطابقة تماما لبصمة الحمض النووي الخاصة بالفيروس، ما ساعد الخلايا على تكوين حائط مناعي يمنع انتشار فيروس كورونا داخل الجسم. وقالت الشركة إنها لم تبدأ في التسويق لمنتجها بعد؛ لأنه ما زال يحتاج لمزيد من التجارب قبل طرحه في الأسواق.
يُذكر أن إيجاد لقاح لكورونا أصبح أمرًا بالغ الأهمية، خاصة بعد قيام جامعة كولومبيا وجامعة الملك سعود وشركة إكوهلث ألايانس بإصدار تقارير تؤكد قدرة كورونا على الانتشار عن طريق اللمس.