على وقع دخول النزاع الدامي في السودان عامه الثاني، تستمر المعارك بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو.
اشتباكات لا تتوقف
فقد أفادت مصادر الثلاثاء، بتجدد الاشتباكات بمحيط القيادة العامة للجيش، مع سماع دوي انفجارات قوية وتبادل للقصف المدفعي العنيف مع قوات الدعم السريع، وفق “العربية/الحدث”.
وأضاف أن الطيران المُسير للجيش قصف عدة أهداف بمناطق الدعم السريع جنوب وشرق الخرطوم.
يأتي هذا في حين سادت حالة من الهدوء الحذر مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد عقب مواجهات خلفت 9 قتلى وأكثر من 60 جريحا وحركة نزوح واسعة للمواطنين من الأحياء الشمالية والشرقية إلى الأحياء الجنوبية، ومن الريف الغربي إلى الداخل هرباً من المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبحسب المصادر فإن الأسواق بمدينة الفاشر عادت اليوم إلى العمل بصورة جزئية بعد إغلاق بسبب الأحداث الأخيرة
كذلك عاد الهدوء إلى مدينة مليط شمالي الفاشر بعد اجتياحها من قوات الدعم السريع.
جاء ذلك بينما تعهّد المجتمعون في مؤتمر باريس حول السودان، أمس الاثنين، بتقديم مساعدات إنسانية تزيد على مليارَي يورو لدعم المدنيين في السودان.
اعتبر رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، عبد الله حمدوك أن المجتمع الدولي نسي الملف السوداني إلا أن هذا المؤتر أعاده للواجهة ثانية.
وقال إن مؤتمر باريس خطوة في الاتجاه الصحيح لمعالجة الأزمة الإنسانية في البلاد.
كما أشار إلى أن “القضية السودانية أهملت من قبل المجتمع الدولي لكن هذا المؤتمر أعادها للواجهة”.
أما عن المساعدات، فأوضح أن المجتمعين في باريس اقتربوا من تحقيق 100% من المبلغ المطلوب لإغاثة السودانيين. وشدد على أن السودان يمر بكارثة كبيرة، لافتاً إلى وجود أكثر من مليوني لاجئ و8 ملايين نازح، و25 مليونا مهددون بخطر المجاعة.
عام من القتال في السودان.. جدل “الرصاصة الأولى” يعود للواجهة
على حافة المجاعة
كما دفعت البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8,5 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة.
فيما أضحت أزمة التشريد هذه “أكبر أزمة نزوح في العالم بالوقت الحالي”، حسب ما أكدت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب.
ولم تفلح حتى الآن كافة المساعي الدولية في حث الفرقاء على التفاوض بشكل مباشر من أجل الوصول إلى حل سياسي يعيد البلاد إلى مسارها الديمقراطي ويوقف الحرب، على الرغم من المفاوضات التي جرت في مارس من العام الماضي (2023) بجدة، وأدت إلى وضع إعلان مشترك وافق عليه الفرقاء المتحاربون من أجل وقف النار وإدخال المساعدات، والانسحاب من بعض المواقع الاستشفائية وغيرها.
إلا أن شيئاً من تلك التعهدات لم يحصل بشكل تام لاحقا، واستمرت المواجهات بين القوتين العسكريتين ولا تزال حتى الساعة.