تسعى المملكة إلى تعزيز الهدوء والاستقرار في عموم الشرق الأوسط والعالم، وترى أن الحوار المباشر بين الفرقاء أفضل وسيلة ممكنة للتوصل إلى تفاهمات مناسبة، ترضي جميع الأطراف، وتفضي إلى حلول منطقية وعادلة لأي خلافات بينهم، وهو ما يثمر في نهاية الطريق، إلى إزالة أسباب الخلاف، ونشر السلام، مع ضمان العيش في هدوء لجميع الفرقاء.
ومن هنا، تابعت المملكة عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة والتصعيد العسكري الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، والرد العسكري الإيراني على “إسرائيل”؛ رداً على قيام الأخيرة بضرب القنصلية الإيرانية في دمشق.
وبحكمة بالغة، شددت المملكة على خطورة انعكاسات هذه التطورات على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وفي إطار سياستها الخارجية، تتمسك المملكة -كعادتها- بموقفها الثابت من أي مستجدات للأحداث في المنطقة، حيث دعت كل الأطراف للتحلّي بأقصى درجات ضبط النفس، ووقف التصعيد العسكري، وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب وويلاتها.
ويبدو أن دعوة المملكة لضبط النفس لاقت قبولاً كبيراً من الأطراف المتصارعة، إذ لاح في الأفق بعض الهدوء، شجع مملكة الأردن والكيان الإسرائيلي على فتح مجاليهما الجويين لاستئناف الطيران المدني الذي توقف على خلفية الصراع، كما أنه يمنح الفرصة أمام الدول الأخرى للتدخل والوساطة بين الفرقاء، من أجل إزالة الخلافات بينهما.
وتجسدت الحكمة السعودية، في توجيه رسالة سعودية مباشرة إلى من يهمه الأمر، حذرت فيها وبشكل مباشر من أن الأوضاع المتفجرة في قطاع غزة، هي السبب الأول فيما تشهده المنطقة من صراعات ومشاحنات، في إشارة إلى المناوشات بين “حزب الله” في جنوب لبنان مع “إسرائيل”، وقيام الحوثيين بضرب السفن ذات الصلة بالكيان الإسرائيلي في مياه البحر الأحمر، فضلاً عن الصراع الجانبي بين المليشيات التابعة لإيران في سوريا والعراق مع الجيش الإسرائيلي، ومضمون هذه الرسالة أن توقف الحرب في قطاع غزة، تتوقف معه الصراعات الجانبية في المنطقة.
وكثيراً ما دعت المملكة إلى توقف الحرب في قطاع غزة، وكثفت الدبلوماسية السعودية جهودها في هذا النطاق، وأجرت حوارات عدة، استهدفت مسارين مهمين؛ الأول مساعدة أهالي القطاع، وتوفير المساعدات الإنسانية لهم، والثاني، العمل على وقف هذه الحرب فوراً وبدء حوار سريع، ينتهي بإقامة دولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشرقية.
وترى المملكة أن توسع دائرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، على خلفية ما يحدث في قطاع غزة، ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة، وعلى معيشة شعوبها التي تحتاج إلى المزيد من الاستقرار والهدوء اليوم أكثر من أي وقت مضى، بعد سلسلة من الصراعات المستمرة المتفاقمة على مدى الشهور الماضية.