رفض الشيخ الدكتور حمد بن محمد الغماس، رجل الأعمال الذي أوقف ما يملك من أبراج في مكة المكرمة تبلغ قيمتها السوقية حوالي مليار و200 مليون ريال لأعمال الخير، الحديث عن ذلك التبرع رغم كل المحاولات لإقناعه بالحوار، واكتفى بقوله: إنه لا يود التعاطي مع ما فعل إعلاميًّا. وترجمت ابنته “أفنان” هذا الموقف في قصيدة رائعة.
وكان “الغماس” صاحب التبرع الفريد، استجاب قبل سنوات طويلة لأمر والده تاركًا التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعاد إلى بريدة لإدارة أعمال والده، وانطلق نحو فضاء المال والأعمال محققًا النجاح تلو الآخر بعد أن استقل بالكثير من أعماله، ورغم دراسته وتخصصه في الإعلام، وتحويل جزء كبير من استثماراته في المجال الإعلامي الدعوي والتربوي عبر منظومة قنوات “المجد” فإن “الغماس” الناجح في هذا المجال لا يريد تسليط الضوء على شخصه في هذا العمل النادر.
وسيوجه العائد السنوي الكبير المتوقع من وقف أبراج “الغماس” في مكة المكرمة إلى أعمال الخير، ونشر رسالة الإسلام.
وقامت “أفنان” ابنة رجل الأعمال حمد الغماس بترجمة موقف أبيها النبيل في أبيات من الشعر، وحصلت “عاجل” على نص القصيدة، تقول:
هاكم أبي طلب السعادة
في عطاء سرمدي
وازدانت الدنيا به صداحه
فرحًا وإعجابًا به
لله درك!
عن مليار من أمتي
فتشت في روحي وبين جوانحي
وبحثت عن حرف يفي بمشاعري
فلم أجد لبيان قدرك كلمة
أرقى بها لعلاك غير حياتي!
أبتاه كم أبصرت فيك ملامحي
ورأيتني أنا.. أنت في قسماتي
وقد اتبعتك قدوة بل ملهمًا
فأخذت منك محاسني وصفاتي
أنت الذي ربيتني ومشيت بي
للخير حين رسمت لي خطواتي
أبتاه كم فرّجت كرب موحد
واختارك المولى لبذل سخاء
أبتاه.. أقضي العمر أشكر خالقًا
أدعوه أن يجزيك خير جزاء
كم من ضرير أبصر الدرب السوي
بقناة نور القلب “مجد” هداتي
ومحمد الكرم الذي من اسمه
رزق المحامد وارتقى بسخاء
وسقاك حبًّا هانئًا مترنمًا
رباك على جود على إحسان
وحصة الخير التي رتبك قد
نالت بتقواها رضا وصلاح
عجبًا لها أم أب هي بالحنان
رقت علا الدرجات
رباه فاحفظهم وبارك سعيهم
أدم العطاء عليهم واجعلها من القربات
ارفعهم في جنات عدن منة
أسبغهم بالرحمات والحسنات