حذرت منظمة الصحة العالمية من عواقب المجاعة الوشيكة في غزة الفورية وطويلة الأجل.
وقال مدير عام المنظمة د. تيدروس ادهانوم: التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في غزة، يعكس الوضع المزري للسكان، فقبل هذه الأزمة كان هناك ما يكفي من الغذاء وكان سوء التغذية أمراً نادراً، والآن يموت الناس ويمرضون, ومن المتوقع أن يواجه مليون شخص في غزة جوعاً كارثياً ما لم يتم السماح بدخول المزيد من الغذاء إلى القطاع , وبدون زيادة كبيرة وفورية في تسليم المواد الغذائية والمياه وغيرها من الإمدادات الأساسية ستستمر الأوضاع في التدهور, وجميع الأسر تقريبًا تتخطي وجباتها كل يوم ، ويحرم البالغون أنفسهم من الغذاء لإطعام الأطفال .
وأضاف: هذا الوضع سيكون له آثار طويلة الأجل على حياة وصحة الآلاف، وفي الوقت الحالي يموت الأطفال بسبب سوء التغذية والمرض وحظر ورفض دخول المساعدات , وعلى المدى الطويل فإن انخفاض استهلاك الأطعمة المغذية يسبب الالتهابات المتكررة يؤدي إلي إبطاء نمو الأطفال، ويضر برفاه جيل المستقبل بأكمله .
وأردف: بعثات المنظمة عندما تصل إلى المستشفيات في غزة، تلتقي بعاملين صحيين منهكين وجياع يطلبون منا الطعام والماء، وكذلك يعاني المرضي الذين يحاولون التعافي من العمليات الجراحية المنقذة للحياة وفقدان الأطراف أو مرض السرطان أو السكري والأمهات اللاتي أنجبن للتو ، والرضع حديثي الولادة ، جميعهم يعانون من الجوع والأمراض .
وبين ادهانوم أن منظمة الصحة العالمية، باعتبارها شريكاً في تحالف تصنيف الأمن الغذائي تقوم بدعم مركز الاستقرار التغذوي في رفح ، لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم ومضاعفاته الطبية ، والذين في خطر الوفاة الوشيكة إذا لم يتم علاجهم بشكل عاجل.
وأشار إلى أن المنظمة تدعم إنشاء مركزين إضافيين أحدهما في الشمال في مستشفى كمال عدوان ، والآخر في المستشفى الميداني في رفح، كما تدعم أجنحة الأطفال في مستشفى الأقصى والنجار من خلال توفير الإمدادات الغذائية والأدوية وتدريب العاملين الصحيين وتعزيز ممارسات التغذية المناسبة للرضع والأطفال الصغار ، ودعم المستشفيات بالإمدادات الطبية لعلاج الأطفال , ويجب إضافة المزيد من مراكز التغذية وتحقيق الاستقرار في جميع المستشفيات الرئيسة في غزة ، وتوسيع نطاق إدارة سوء التغذية .
ودعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات الأمم المتحدة إسرائيل مجدداً لفتح المزيد من المعابر ، وتسريع وصول المياه والغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات .
وقالت المنظمة: القوة المحتلة من مسؤوليتها بموجب القانون الدولي السماح بمرور الإمدادات بما في ذلك الغذاء .
وأشارت إلى أن الجهود الأخيرة لتوصيل المساعدات بحرًا وجوًا هي موضع ترحيب ، لكن توسيع المعابر البرية هو وحده القادر على تمكين عمليات تسليم المساعدات على نطاق واسع لمنع المجاعة.