أثارت قضية اختطاف الفتيات النيجيريات على يد جماعة بوكو حرام ضجة سياسة كبري على الصعيد الدولي، الأمر الذي دعا رموزا سياسية ودينية لتدشين حملات حقوقية للمطالبة بالتدخل للإفراج عن الفتيات المختطفات اللاتي أعلنت الجماعة المتشددة أنها ستعاملهن كـ”سبايا”.
الأزمة الإنسانية طرحت العديد من التساؤلات عن الجماعة المتشددة ، من بينها، من هي هذه الجماعة ؟، وما هي الدوافع وراء اختطاف الفتيات؟ وما هي الإجراءات اللازم اتخاذها بغية إطلاق سراحهن.
النشأة
(بوكو حرام) هي من بين الجماعات المسلحة الأكثر ضراوة في شمال أفريقيا، ومعقل لغلاة المتطرفين الإسلاميين في العالم ، حيث تحملت الجماعة مسؤولية قتل أكثر من 4 آلاف شخص في عام 2014.
أسس بوكو حرام ، محمد يوسف في عام 2002، وهو رجل دين يهدف إلى إقامة دولة إسلامية في نيجيريا، وقتل في عام 2009 بينما كانت تحتجزه الشرطة.
يتولى أبو بكر شيكو زعامة الجماعة حاليا، ويظهر على الساحة بشكل متقطع في رسائل مسجلة على شرائط فيديو، وولد شيكو في قرية “شيكو” في نيجيريا ، – والتي تقع على الحدود مع النيجر – ، ودرس في كلية الدراسات القانونية والإسلامية في نيجيريا.
ويذكر عن شيكو مقولته المشهورة في شريط فيديو أذيع في عام 2012 على خلفية الهجوم على مدينة (كانو) ، الذي خلف نحو 200 شخص بين قتيل وجريح ، ” أستمتع بقتل أي شخص يعادي الله ، كما استمتع بقتل الدجاج والكباش”.
وتفاخر شيكو مؤخرا في شريط فيديو بقوله ” أنا أقوم بخطف فتياتكم وسوف أقوم ببيعهن في السوق”.
وتقول مجلة التايم الأمريكية إن الجماعة نشأت في أفقر منطقة في نيجيريا، وأنهم ازدادوا عنفا وشراسة بعد مقتل مؤسس الجماعة بينما كانت تحتجزه الشرطة، وأن استخدام الخيار العسكري لمواجهتهم يمكن أن يجعل الأمور أسوأ من ذي قبل، وأنهم يبدون أكثر شراسة وتطرفا من تنظيم القاعدة.
دوافع الخطف
وتعارض بوكو حرام تعليم الفتيات وتقوم بخطف الفتيات لاستخدامهن كطاهيات وكجوارٍ، وقتلت المئات من الأطفال الأبرياء، وتسعى الجماعة لتحل محل حكومة نيجيريا بإقامة دولة إسلامية صارمة، وتتمركز قاعدة الجماعة في غابات (سامبيسا) في شمال شرق نيجيريا ، ويتراوح جيشها بين المئات وآلاف المقاتلين.
التفاوض
ورأى الموقع الإخباري (ديلي بيست) أنه لا توجد سوى إجابة واحدة “غير مرضية وكريهة للغاية” حول الإجراءات اللازم اتخاذها لإطلاق سراح تلك الفتيات؛ وهي التفاوض مع جماعة بوكو حرام وعرض دفع فدية كبيرة.
وأشار إلى أنه من الممكن ألا تكون الفدية هي هدف قائد الجماعة الرئيس ، ويتطلع شيكو إلى مكافأة الشباب الذين يقاتلون تحت لوائه بمنحهم زوجات من الرقيق ، ولكن في بداية الأسبوع الماضي كان شيكو حكيما بما فيه الكفاية لإدراك أن الدعاية حول الفظائع التي ارتكبها منحته فرصة لكسب أموال كثيرة.
وأوضح الموقع أن هذه الاستراتيجية شائعة في جميع الأراضي الممتدة على مستوى القارة الإفريقية وشبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا حيث تطالب جماعات مختلفة تزعم أنها تنتمي لتنظيم القاعدة بعشرات الملايين من الدولارات أو أكثر من خلال احتجاز وخطف الرهائن.
وأشار إلى صمت العناصر الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها التي أُرسلت إلى نيجيريا حيال ما الذي يفعلونه وكيف يعتزمون القيام به، ولكن عقب أكثر من 3 أسابيع من عملية الاختطاف، يُفترض أن الفتيات المختطفات والمقدر عددهن بحوالي 223 طالبة تم تقسيمهن إلى مجموعات صغيرة مبعثرة، وبذلك فإن أي عملية عسكرية لتحرير جزء منهن سيعرض الأخريات للخطر.
المخابرات السعودية
وفي السياق ذاته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة جياندومينيكو بيكو الذي نجح في تحرير مئات الرهائن خلال حياته المهنية في الأمم المتحدة ، في تصريحات خاصة لموقع ديلي بيست، “إن هذا شيء لا يمكن حله بين الحكومات، وينبغي إيجاد شخص على دراية بأدق تفاصيل حياتهم الشخصية”.
واقترح بيكو خلال تصريحاته للموقع الإخباري ، أن تكون المحطة الأولى لهذه الاجراءات هي المخابرات السعودية التي جمعت ملفات مفصلة حول منظمات سنية متطرفة.
وأضاف “أود أن أطالب السعودية بأن تريني ما الذي تعرفه عن هذا الأحمق (شيكو)، ليس سياسيا بل شخصيا، أين ولد وما الذي نعرفه عنه عندما كان صبيا صغيرا، كل هذه المعلومات ذات صلة ستفيدنا”.