نظّم المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية اليوم ورشة عمل تحت عنوان “برنامج تقييم الأضرار والمعالجات المتكاملة والمستدامة لتزايد أعداد قرود البابون” بحضور عدد من المسؤولين في المناطق المتضررة، وبمشاركة خبراء ومختصين في الشأن البيئي وشركاء المركز بالقطاعات ذات العلاقة.
وجاء تنظيم الورشة بهدف استعراض آخر مستجدات برنامج معالجة تزايد أعداد قرود البابون الذي أطلقه المركز، بعد الانتهاء من دراسة وتقييم وحصر الأعداد والبؤر، ووضع خط الأساس، وإنهاء أغلب مراحل المعالجة في المناطق المتضررة وهي مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والباحة، وعسير، وجازان، ونجران، في ظل حرصه على حشد الجهود الوطنية لاستمرار التعاون وطرح المقترحات لاستدامة الحلول.
وانطلقت الورشة بكلمة افتتاحية للرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان، استعرض فيها منهجية المركز في معالجة المشكلة، موضحًا أن عمق المشكلة، وامتدادها لأكثر من أربعة عقود، وتعدد أبعادها البيئية والاجتماعية والاقتصادية، جعل من الضروري أن تكون المعالجة جذرية، ومرتكزة على أسس علمية ترشدنا إلى حلول شاملة ومستدامة.
وقال إن المركز، وانطلاقًا من مسؤوليته الوطنية، تصدى لهذه المشكلة بدءًا بمرحلة الدراسة التي وفرت لنا، بعد انتهائها، خط أساس صلب استطعنا الانطلاق منه لمرحلة المعالجة التي قطعنا فيها شوطًا كبيرًا، حيث بدأ المواطنون بملاحظة الفرق بعد معالجة مئات البؤر في المناطق المتضررة.
وبين الرئيس التنفيذي أن استدامة الحلول بعد الانتهاء من المعالجة، تتطلب استمرار المراقبة، ومكافحة الأسباب، وإعادة التوازن البيئي والاستمرار في الحملات التوعوية، وثمّن دور العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة وتعاون المواطنين مؤكدًا أهمية الشراكة وتكامل الأدوار في نجاح البرنامج.
وتضمنت الورشة استعراض عدد من الأبحاث والدراسات العلمية، وحوارات ومناقشات مع الحضور تم خلالها تسليط الضوء على مجموعة من الموضوعات ذات الصلة من خلال عدد من جلسات العمل، حيث استعرض مدير عام المحافظة على البيئة البرية أحمد البوق في الجلسة الأولى “التجربة السعودية في المعالجات المتكاملة والمستدامة لمشاكل القرود في المملكة”، أوضح فيها أن من أهم أسباب تفاقم المشكلة يكمن في اختلال التوازن البيئي، والتوسع الحضري، ووفرة مصادر الغذاء البديل، والتغيرات السلوكية والفسيولوجية للكائن.
واستعرض البوق الأضرار البيئية والاجتماعية والاقتصادية والصحية للمشكلة كتلحية الأشجار، وافتراس الكائنات الأخرى، ومهاجمة المزارع والإضرار بالممتلكات، إضافة إلى إمكانية نقلها لبعض الأمراض.
وبين أن الدراسة، التي استخدم المركز فيها التكنولوجيا الحديثة، كنظم المعلومات الجغرافية، وطائرات الدرون، والذكاء الاصطناعي، رصدت أكثر من 500 بؤرة في المناطق المتضررة يوجد فيها أكثر من 41 ألف قرد بابون مستأنس.
وتناول نائب مدير إدارة المشاريع المهندس عمر السديس في الجلسة الثانية مراحل سير البرنامج، موضحًا أن المرحلة الأولى التي تمت بمشاركة جامعات وخبرات محلية ودولية، حددت البؤر والأعداد، واستعرضت أفضل الممارسات العالمية، وتقييم للموائل الطبيعية، وتم فحص تحديد الأمراض المشتركة بين البابون والإنسان.
وقال إن المرحلة الثانية التي بدأت في مايو 2023، وتمتد إلى ديسمبر 2026، تعالج وجود البابون في المدن الرئيسية، والقرى والمناطق الزراعية، وبعض البؤر على الطرق العامة، ومراقبة المناطق المعالجة والاستجابة للبلاغات.
وأوضح أنه ضمن المرحلة الثانية تمت معالجة أكثر من 400 بؤرة تضم نحو 30 ألف قرد بابون، مع وضع 518 لوحة إرشادية، و 159 كاميرا مراقبة، إضافة إلى استمرار الأنشطة التوعوية وتنظيم لقاءات دورية مع السكان والمزارعين في المناطق المتضررة، إضافة إلى تقويم وضع حاويات النفايات والمرادم بالتنسيق مع الأمانات والبلديات.
وأضاف المهندس السديس أن المرحلة الثالثة التي تمتد إلى العام 2030 تهدف إلى استدامة المعالجات من خلال إنشاء وحدة الاستدامة التي ستعمل على استمرار برامج التوعية والرقابة المستمرة والتنسيق مع أمارات وأمانات المناطق والجهات ذات العلاقة وتطوير آليات جديدة لاستدامة الحلول.
وتناول مستشار إدارة التخطيط والمراقبة الدكتور محمد الشايع في الجلسة الثالثة، نتائج قياس الأثر الاجتماعي والاقتصادي لمشروع المعالجات المتكاملة لقرود البابون في المملكة، مشيرًا إلى أنه تم جمع 465 استبيانًا من المواطنين في المناطق المتضررة، تم تحليلها باستخدام نماذج متطورة، لقياس مستوى الوعي بمخاطر إطعام هذه الكائنات، وانعكاس النتائج على البرامج التوعوية.
وفي الجلسة الرابعة ألقى مدير عام الدعم الفني عبدالمحسن الشنيف الضوء على “حدائق قرود البابون”، وأهم التجارب العالمية في هذا المجال، ومدى إمكانية إنشاء مثل هذه الحدائق لاحتواء الأعداد الزائدة من القرود ووضعها في حدائق ومتنزهات لتكون مناطق جذب سياحي.
ويأتي برنامج معالجة تزايد أعداد قرود البابون ضمن برامج المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في استعادة النظم البيئية، والعمل على ازدهارها واستدامتها، وحماية التنوع الأحيائي، وتحقيق التوازن البيئي والارتقاء بالوعي المجتمعي إزاء القضايا البيئية، كما يعمل على تعظيم الأثر الإيجابي لأنشطته البحثية وتطبيق أفضل التجارب والممارسات العالمية لتحقيق الاستدامة البيئية وفق رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء.
- 23/02/2025 بوتين يقلّد جنديًا نجمة “بطل روسيا” لأنه تغلب على آخر أوكراني في قتال بالسلاح الأبيض
- 23/02/2025 “الجامعة العربية” : التهجير أثبت فشله على مدار عقود .. وفلسطين قضية “أرض وشعب”
- 23/02/2025 “حرس الحدود” يجدد تحذيره للباحثين عن “الفقع”: “ابتعدوا عن المناطق الحدودية”
- 23/02/2025 إنفاذًا للتوجيه.. أمانة الرياض تباشر تركيب اللوحات الدلالية للأئمة والملوك على 15 ميدانًا بالعاصمة
- 23/02/2025 ثلاث عمليات أمنية ناجحة ضد مهربي المخدرات في جازان وعسير
- 23/02/2025 أهالي جازان يحتفون في الواجهات البحرية وأمانة المنطقة تشارك فرحة التأسيس
- 23/02/2025 المركز الوطني للأرصاد: جازان ومكة تسجّلان أعلى درجة حرارة بـ 31 ْمئوية وعرعر الأدنى بـ 10 ْمئوية
- 23/02/2025 حالة الطقس المتوقعة اليوم
- 22/02/2025 مجتمع الدولة السعودية الأولى في مدونات الرحالة والمستشرقين الغربيين
- 22/02/2025 الدرعية”.. مهد الدولة السعودية وانطلاقة أمجادها
آخر الأخبار > مركز الحياة الفطرية يستعرض نتائج معالجة تزايد قرود البابون بمناطق المملكة
14/01/2024 1:28 م
مركز الحياة الفطرية يستعرض نتائج معالجة تزايد قرود البابون بمناطق المملكة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.jazanvoice.com/122062/