عجزت الحكومة الأسترالية عن التصدي للجماعات التي تسيء للمنهج الإسلامي الذي تتبناه الدولة السعودية، وتحاول النيل من مواطني المملكة، وذلك على الرغم من سعي حكومة المملكة العربية السعودية إلى رفع مستوى التعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتعليم والسياحة.
وبدأت جهات إعلامية حكومية تحاول على استحياء، نشر ثقافة قبول الدولة الأسترالية لـ “تعدد الثقافات”، في ظل تزايد الاستفزازات للمواطنين والمبتعثين السعوديين، حيث أظهر الإعلام مؤخراً صورة امرأة محجبة حجابا كاملاً وتحتها عبارة “إحدى الثقافات الجديدة في أستراليا التي يجب على الجميع احترامها”.
ورصدت “احد المصادر” التجاوزات التي ترتكبها مجموعة من الأستراليين، حيث أقدم بعضهم على ارتداء عباءات سوداء، في إشارة إلى زي المرأة المسلمة ثم الجلوس على مقاعد مقهى شهير بمدينة “سيدني” وأمامهم زجاجات الخمر، وذلك بهدف الاستفزاز العنصري للمرأة المسلمة العفيفة.
وانتشرت مثل هذه الصور بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وأثارت موجة من السخط بين المسلمين في أستراليا.
وسجل مركز Legal Traning Australia المعني بتخريج أشخاصٍ للعمل بدائرة الهجرة الأسترالية انتهاكاً آخر، يتمثل في انتشار مقطع فيديو بعنوان “قصة حب عاطفية”، عبر قناة اليوتيوب، وهو يحتوي على أفكار مغلوطة عن المواطن السعودي.
وأدى أدوار المشاركين في المشهد متدرّبون بمركز L T A على أنظمة الإقامة والهجرة، حيث أظهر المشهد امرأة ورجلٌ لهجتهما عراقيةٍ ينتحلان صفة زوج وزوجته سعوديين، وبدا أن الزوج عميلٌ لإسرائيل من خلال تهريبه النفط إلى تل أبيب، إضافة إلى اهتمامه بالشذوذ الجنسي مع مواطن أسترالي.
وكشفت تفاصيل مقطع الفيديو المنتشر على اليوتيوب، والذي حصلت عليه “احد المصادر” من بعض المبتعثين، تدريباً لامرأة لتؤدي دور موظفة بدائرة الهجرة والقانون الأسترالية تدعى “ليانا”، حيث استجوبت ثلاثة أشخاص يؤدون أدوار مواطنين سعوديين من بينهم امرأة مغطاة بالحجاب الأسود على كامل جسدها.
وبدا الزي السعودي الذي يرتديه الرجال مقزّزاً واستفزازياً، حيث تبدو أوراق نقدية في جيب الزوج الذي يلوّح بها بين الوقت والآخر، في إشارة إلى محاولة رشوة موظفة الهجرة والقانون لثنيها عن اتخاذ قرارٍ بحقه.
وبدأت الموظفة بسؤال الزوج عن اسمه ورقم تأشيرته فقال إن اسمه “خالد محمد الشهري” ورقم تأشيرته 457 خاصة بالعمل.
وبسؤاله عن اسم الزوجة أجابت المرأة أن اسمها “خديجة عبد الله”، وبسؤال الزوج عن عدد الأطفال الذين يعولهم ذكر المدعو “خالد” أن عددهم تسعة يحملون جواز السفر السعودي.
وعن صلة القرابة بين “خالد” والشخص الثالث المدعو “جهاد” فوجئت الموظفة بأن “خالد” يقول إنه شريكٌ له، في إشارةٍ إلى ممارسة الشذوذ الجنسي مع “جهاد”، وأن علاقتهما ممتدة منذ ثلاث سنوات مضت، حيث كان أول لقاءٍ بينهما بالصين بمحل مساج، وتم عقد الزواج بينهما في نيوزيلندا.
وأضاف الشخص مؤدي دور “خالد” أنه أنجب طفلةً بالصين من خلال علاقةٍ غير شرعية بإحدى المواطنات هناك.
واختار متقمص شخصية “خالد الشهري” “جهاد”، في إشارة إلى شذوذه الجنسي، ليصبح على كفالة هذا الأسترالي ويقرر التخلّي بذلك عن زوجته “خديجة” وأطفالها التسعة.
وفي مقطع الفيديو تنذر موظفة الهجرة “خديجة” بإلغاء تأشيرة إقامتها بأستراليا، على اعتبار أن القانون يمنع زواج المقيم في أستراليا بأكثر من شريك بالإضافة إلى ضرورة إيجاد كفيل للإقامة بأستراليا.
وأثناء النقاش، فوجئ “خالد” وزوجته أن “جهاد” مصاب بمرض الإيدز، وعرف لاحقاً أن العائلة بأكملها مصابة بالمرض نفسه.
وبعد ذلك سألت موظفة الهجرة “خالد” عما إن كان سبق له أن ارتكب جريمة خلال السنوات الماضية، فأجاب بأنه سجن أربع سنوات وعشرة أشهر بالسعودية وبغداد، عندما قام بتهريب وتسويق النفط لإسرائيل، حيث ألقي القبض عليه وأودع في سجن بغداد بالعراق.
واختتمت الموظفة الاستجواب بمطالبة “المواطنين المزعومين” بانتظار صدور قرار بحقهما لمخالفتهما أنظمة البلد وقوانينه.
وفي نهاية مقطع الفيديو؛ يظهر الجواز السعودي مغطى بشماغ وعقال، ثم يظهر المدعو “خالد محمد الشهري” بصحبة فتاةٍ وسط مشهد لمدينة الجبيل الصناعية بالمملكة العربية السعودية.
ورداً على هذا الاستفزاز المتمثل في مقطع الفيديو؛ طالب مبتعثون سعوديون سلطات أستراليا بإيقاف هذا المقطع الذي أثار غضب وانتقاد كثير من المبتعثين السعوديين، وطالبوا بمعاقبة مركز التدريب الذي أعدّ المشهد وصوّره ونشره، وكذلك محاسبة ممثلي هذه الأدوار، سواء من الجنسية العربية أو الأسترالية.