أتاح مهرجان “عذق4″ الرابع للذرة الرفيعة والنباتات العطرية، الذي يُنظِّمُهُ فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة ، بالشراكة مع محافظة و بلدية ضمد وعدد من الجهات الحكومية والأهلية، بالحديقة العامة بضمد، الفرصة أمام أهالي وزار المنطقة في التعريف بعادات المزارعين وتقاليدهم خلال مواسمهم الزراعية.
ويأخذ الركن التعريفي الخاص بزراعة الذرة الزائر في رحلة عبر الزمن لقصة زراعة الذرة في المنطقة منذ البدء في علميات استصلاح الأراضي وتنظيفها مع قرب موسم هطول الأمطار وجريان السيول, وتحديد أوقات الحرث والزراعة والحصاد، وكذلك الطرق التقليدية التي ابتكرها المزارعون في حماية مزارعهم من الطيور منها الميضفة ” الفزّاعة ” التي تستخدم لطرد الطيور.
كما يتابع الزوار في رحلتهم مع زراعة الذرة عروضًا لطرق الحصاد وجمع الحبوب وفصل الحبة عن سنبلتها بعد ضربها بعصا من خلال عملية تسمى ” الخبيط “، ثم عمليات الطحن عبر المطحنة التقليدية قبل الشروع في مراحل الطهي المختلفة.
ويسهم المهرجان في استعادة جزء من تقاليد الأكلات الشعبية، التي ارتبطت بمواسم حصاد الذرة ، حيث تعرّف الزوار على طُرقٍ مختلفة لعميلة التحضير وطهي الذرة ، التي أبدعتها ربات البيوت في جازان منذ القدم، وبخاصة في إعداد ” الخضير ” وهو أحد مراحل نمو ثمرة الذرة قبل الحصاد التي تشمل تسع مراحل تسبق الذرة الحمراء كاملة النضج ، حيث يؤخذ الخضير للبيوت وهو في عذقه ” السنبلة”، لتقوم ربات البيوت بعملية خبطه ، بعد وضعه على صفرة دائرية يزيد قطرها عن المترين تقريبا تعرف في منطقة جازان باسم “المهجان”، وليتم طحنه بعد ذلك على “المطحنة” المصنوعة من الحجر ؛ ليوضع بعد طحنه في وعاء لحين موعد طبخه.
وتعد سيدات جازان وجبات متنوعة من حبوب “الخضير” التي تعد من الأكلات الشعبية التي يهتم أهالي منطقة جازان كثيراً بتناولها، خاصة في المناسبات، منها الثريد والخضير مع الموز والجريش والخبز “يخبز بعد طحنه ويوضع في التنور”، فيما يفضل البعض تناول “الخضير” بعد طبخه بالماء مسلوقاً ومملوحاً، وآخرون يفضلونه مشوياً في سنابله.
ويمكن مهرجان ” عذق ” الزائر في ختام رحلته الاستكشافية والتعريفية بزراعة وحصاد وتحضير الخضير من تذوق أكلات شعبية تقليدية ارتبطت بطرق طهي الخضير منها المفالت، وخبز الخضير، إلى جانب استخدامات الخضير في إعداد الأكلات الحديثة كمعمول التمر والكيك، وعصير الخضير.