المريض معزول تمامًا في غرفة خاصة، الأطباء والمرضى الذين احتكوا به قبل اكتشاف الفيروس في إجازة إجبارية بمنازلهم.. هذا جانب من الأجواء “الصارمة” التي أحاطت بأول حالة إصابة بـ “كورونا” في الولايات المتحدة.
وقال المسؤولون في إدارة الصحة بولاية إنديانا الأمريكية إن المواطن الأمريكي المصاب بالفيروس حالته الآن “جيدة وفي تحسن يومي”، مشيرين إلى أنه ما زال محتجزًا بغرفته في مستشفى بمنطقة “مونستر” الحكومي.
وبحسب ما ذكره موقع “إن بي سي” الإخباري في الساعات الأخيرة فإن مسؤولي الصحة أعلنوا عن إجراءات صارمة للحد من احتمالات انتقال الفيروس من المريض إلى من حوله؛ فقاموا بحجزه في غرفة خاصة بمجرد اكتشاف إصابته، فيما يحرص جميع العاملين بالمستشفى على أخذ جميع إجراءات الحيطة.
أما عن الأطباء والمرضى الذين احتكوا بالفعل بالمريض بدون أخذ الاحتياطات اللازمة قبل اكتشاف إصابته بـ”كورونا” فقد تم إيقافهم عن أداء عملهم بالمستشفى وطلبت منهم إدارتها المكوث بالمنزل لفترة مؤقتة حتى تنتهي فترة احتضان أجسامهم للمرض أو ظهور نتائج التحاليل التي تبين ما إن كانت أجسامهم بالفعل احتضنته أم لا؟.
وتظهر أعراض الإصابة على المريض بعد 14 يومًا من احتضان الجسم له.
والأمريكي المصاب كان يعمل بقطاع الصحة في السعودية، وغادر المملكة أبريل الماضي إلى الولايات المتحدة، وبعد أيام من وصوله ظهرت عليه أعراض الإعياء بعد إصابته بالحمى والكحة وضيق في التنفس، وفي المستشفى أثبت الفحوصات إصابته بـ”كورونا”، وأعلنت السلطات الأمريكية ذلك الجمعة الماضية.
و”كورونا” ظهر في المملكة السعودية سبتمبر 2012، ومنها انتقل بشكل محدود جدًا إلى عدد من الدول.
وبحسب آخر إحصائيات لوزارة الصحة السعودية، فإن المرض أصاب منذ ذلك الوقت 411 شخصًا على مستوى المملكة، توفي منهم 112 شخصًا.
بدورها رفضت الخبيرة الأميركية، مديرة معهد “يلوجى” لاستشارات طب الطوارئ بأميركا الدكتورة نانسي بونولومي، وصف فيروس كورونا بـ “الوباء”، وأرجعت الاهتمام العالمي المتنامي بالمرض إلى “الضجة الإعلامية”.
وأضافت خلال المؤتمر الدولي لـ”كورونا وطب الطوارئ”، الذي بدأ في تبوك، الأحد، أن “المرض ليس موسميا، والسبب في الاهتمام يعزى إلى كثرة الإعلان عن حالات الإصابة”، مطالبة بالتفريق بين التحذير والتخويف.
وأوضحت أن “وصول الفيروس إلى الولايات المتحدة عن طريق أميركي قادم من الرياض أمر خطير، ونحن قلقون بشأن هذا المرض، وليس لدينا القدرة على احتوائه، لأنه سريع الانتشار، ومعدل الوفيات به مرتفع، ولكن لا نريد من الناس أن يفزعوا أكثر من اللازم”.