أكّد خبير عسكري إسرائيلي، أن الصورايخ الباليستية السعودية التي عرضتها المملكة في مناورات “سيف عبدالله” تُعَدّ تحذيراً مستتراً للنظام في إيران؛ مبيناً أن السعوديون ربما يقولون للأمريكيين: “خذوا للمعلومية، يمكننا أن ندافع عن أنفسنا، ويمكننا أن ننظر أيضاً إلى مصالحنا”، وأضاف: “لن أتفاجأ عندما أرى السعودية تقوم بإجراء تجربة صاروخية، وللعلم؛ الصواريخ السعودية قادرة على إلحاق الدمار بإيران دون الحاجة إلى نشر طائرة مقاتلة واحدة”.
وتابع تال انبار، خبير الدفاع الإسرائيلي في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ورئيس مركز أبحاث الفضاء في معهد فيشر للدراسات الاستراتيجية والفضاء: “صورايخ دونغفنغ 3 ( DF- 3 ) يصل نطاقها إلى 3300 كيلومتر، ويمكن أن تحمل طنين من الرؤوس الحربية، ويوم الثلاثاء الماضي كان هناك تحوّل في السياسة السعودية بشكل كبير بعد عرض هذه الصواريخ؛ فالسعودية تهدف بعرضها للصواريخ إلى تعزيز الردع ضد إيران، وإعطاء إشارة إلى التزامها بدعم وحماية دول الخليج التي يُحدق بها الخطر من التصرفات العدوانية الإيرانية”.
تحذير مستتر
وتفصيلاً فقد قال خبير الدفاع الإسرائيلي في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، في تحليل خاص للصحيفة عن مناورات “سيف عبدالله”: “لقد نفّذت المملكة العربية السعودية مناورات عسكرية واسعة النطاق مع عرض “دونغفنغ 3″ (صواريخ صينية الصنع الباليستية) هذا الأسبوع، هذا العرض للصواريخ للمرة الأولى يُعَدّ تحذيراً مستتراً للنظام في إيران”.
وأضاف: “صورايخ دونغفنغ 3 ( DF- 3 ) يصل نطاقها إلى 3.300 كيلومتر، ويمكن أن تحمل طنينن من الرؤوس الحربية، ويمكن استخدامها أيضاً لضرب أهداف هي أقرب بكثير من الحد الأقصى لنطاق هذه الصورايخ”.
منصات صواريخ موجهة لطهران
وتابع يقول: “في عام 2013، تم عرض صور للأقمار الصناعية لقاعدة الصواريخ في السعودية أظهرت منصات الإطلاق باتجاه طهران وتل أبيب بحسب الصور”.
وأضاف: “كانت D F- 3 من الصواريخ في حوزة المملكة العربية السعودية منذ عام 1988، عندما اشترتها الرياض من الصين؛ ولكن حتى الآن رفض السعوديون الاعتراف بحيازة هذه الصورايخ؛ لكن في يوم الثلاثاء كان هناك تحوّل في السياسة بشكل كبير؛ فالسعودية معروفة منذ سنوات؛ ولكن حتى يوم الثلاثاء لم تكن قد عرضت هذه الصواريخ من قبل”.
الأسباب الثلاثة
وأضاف “انبار”: “ثلاثة أسباب وراء العرض غير العادي إطلاقاً للقوة النارية السعودية؛ الأول: هو رغبة السعودية في تعزيز الردع ضد إيران، التي تواصل تطوير برنامجها النووي وتساعد النظام السوري على إبادة شعبه، والسبب الثاني: يمكن أن تكمن الرغبة لدى المملكة العربية السعودية في أن تعطي إشارة إلى التزامها بدعم وحماية دول الخليج، التي يحدق بها الخطر أيضاً من خلال التصرفات الإقليمية العدوانية الإيرانية، والسبب الأخير: يمكن أن تستخدم الصواريخ للتعبيرعن الاستياء السعودي من واشنطن حول كيفية سير المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني؛ فالسعوديون ربما يقولون للأمريكيين: خذوا للمعلومية يمكننا أن ندافع عن أنفسنا، ويمكننا أن ننظر أيضاً إلى مصالحنا.. وهذا يمكن ما تريد أن تقوله السعودية للأميركيين”.
تسريب CIA
وأردف قائلاً: “في عام 2007، علِم العالم -على الأرجح من خلال تسريب CIA- أن المملكة العربية السعودية اشترت صواريخ صينية أكثر حداثة اسمها دونغفنغ 21S ) DF- 21)، التي نطاقها يصل 1500 كيلومتر. وتعتبر إلى حد كبير أكثر تقدماً من DF- ، مضيفاً: “الصورايخ الصينية الجديدة لديها منصات إطلاق خاصة بها، ولا تحتاج إلى نقلها للمركبات قبل أن تُطلق”.
ولفت قائلاً: “السعوديون حتى الآن لم يضعوا أياً من الصورايخ المتقدمة DF- 21S على الشاشة؛ في إشارة إلى عدم عرضها في المناورات”، واستدرك قائلاً: “بعد عرض الثلاثاء، لن أكون متفاجئاً؛ قد نرى المملكة العربية السعودية تقوم بإجراء تجربة صاروخية، ويمكن أن تكون التجربة لها آثار على سباق التسلح الصاروخي الإقليمي”.
مضيفاً: “قد تكون بعض الدول العربية الأخرى قد أخفت برامجها للصواريخ الباليستية وفي مقدمتها مصر”.
تدمير طهران دون طائرة
وقال “انبار”: “المملكة العربية السعودية قد قامت بالإعلان عن صورايخها من خلال شاشتها هذا الأسبوع، وهي قادرة على إلحاق الدمار بإيران دون الحاجة إلى نشر طائرة مقاتلة واحدة”.
وأضاف: “وهذا هو بيت القصيد من إظهار الصواريخ، هذه إشارة من أن قدراتها الهجومية تتجاوز معيار القدرة التقليدية للهجوم بالمقاتلات الحربية”.
وأجاب “انبار” عما إذا كان يمكن تفسير قرار الرياض برفع الستار على الصواريخ بمثابة تحذير بأن المملكة العربية السعودية سوف تبدأ برنامجها الخاص للأسلحة النووية قال: “يجب أن نتوقع إيران النووية أولاً، ولا يمكن استبعاد مثل هذه الرسالة؛ فالشائعات السرية بين الباكستان والسعودية معروفة منذ سنوات. ولقد كان رئيس أركان الجيش الباكستاني جنرال رحيل حاضراً في المناورات”.