ما زالت شجرة البرسوبس، التي يسميها البعض “السمر الأمريكي” أو “الشجرة الخبيثة”، تنتشر بشكل واسع على الشريط الساحلي من جنوب مكة المكرمة إلى منطقة جازان والأودية التهامية.
ومن أكثر الأماكن التي تنتشر بها البرسوبس، وتتضرر منها، وادي يبه المنحدر من جبال محافظتي المجاردة والعرضيات وصولاً إلى سواحل القنفذة، وكذلك وادي قنونا الذي بدأت بالانتشار فيه.
وتنتشر هذه النبتة الخبيثة سريعًا، وخصوصًا في مجاري الأودية، بواسطة الإبل، الحيوان الوحيد الذي يأكل بذورها. أما باقي الحيوانات فلا تستطيع أكلها بسبب أشواكها الصلبة التي تحمي أوراقها.
وأصبح انتشار البرسوبس يشكل خطرًا بيئيًّا ملحوظًا؛ لأنها تعتبر مصدرًا لنواقل المرض، وخصوصًا البعوض الذي يرى البعض أنها توفر له البيئة الرطبة المناسبة لتكاثره. كما أن هذه الشجرة تقضي على النباتات البرية الأخرى بسبب اتساع امتداد جذورها إلى ما يصل إلى 50 مترًا تقريبًا بمحيطها، عرضًا وعمقًا في باطن الأرض؛ ما يجعلها دائمة الخضرة؛ لأن تلك الجذور تصل للمياه الجوفية.
وتزداد كثافة انتشار البرسوبس على ضفاف الأودية حتى أصبحت تشكل حزامًا متصلاً، لا تخترقه حتى المواشي أثناء الرعي، بل في كثير من الأحيان تعلق بها بسبب غزارة أغصانها الشائكة.
وتعتبر شجرة البرسوبس نبتة دخيلة، لم يعرفها السكان قديمًا، وقد لا يتجاوز عمرها الثلاثين عامًا. وأصبح أهالي تلك المناطق يطالبون بمكافحتها والقضاء عليها بالطرق التي تضمن عدم انتشارها مرة أخرى، أو السماح باحتطابها؛ وذلك بعدما لوحظ من كثرة انتشارها وزيادة ضررها.
وطالب الأهالي المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي بإيجاد حلول سريعة لإزالة البرسوبس من المناطق المتضررة، وقال بعضهم إن تلك الأودية كانت تشتهر بأشجار السدر والسمر والنباتات البرية الأخرى، لكن سرعان ما قضت عليها هذه النبتة الخبيثة.
وأصبح الأهالي يجدون صعوبة في الوصول لمزارعهم القريبة من ضفاف الأودية، وأيضًا لا يستطيع المتنزهون الدخول للأودية في مثل تلك المواسم الربيعية للاستمتاع بطبيعتها ومياهها الجارية؛ لأن اتصال أشجار البرسوبس ببعضها ببعض أغلق مداخل الوديان.