حذرت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، من أن جميع المخابز العاملة في قطاع غزة مهددة بالتوقف التام خلال أيام قليلة في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي لهجوم عسكري غير مسبوق منذ 24 يوما.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسان (أوتشا)، في بيان تلقت وكالة أنباء (شينخوا)، نسخة منه، إن مخبزا واحدا فقط من المخابز التي تعاقد معها برنامج الأغذية العالمي، وثمانية مخابز إضافية في وسط وجنوب قطاع غزة تعمل وتزود الملاجئ بالخبز.
وذكر البيان أن نقص الوقود يشكل العائق الرئيسي الذي يمنع هذه المخابز من تلبية الطلب المحلي، وما لم يتم تخصيص الوقود لهم، فإن معظم المخابز ستغلق أبوابها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار إلى أن هجمات إسرائيل دمرت 10 مخابز، 6 منها في مدينة غزة، و2 في شمال جباليا، و2 في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، ما جعل السكان يكافحون للحصول على الخبز.
وأفادت التقارير بوجود طوابير طويلة تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات انتظار أمام المخابز، حيث يتعرض السكان للغارات الجوية، بحسب البيان الأممي الذي أفاد بأن برنامج الأغذية العالمي يقدر أن المخزون الحالي من السلع الغذائية الأساسية في غزة يكفي لنحو 8 أيام. ومع ذلك، على مستوى المتاجر، من المتوقع أن يستمر المخزون المتوفر لمدة خمسة أيام.
ويواجه تجار التجزئة تحديات كبيرة عند إعادة التخزين من تجار الجملة بسبب الدمار واسع النطاق وانعدام الأمن.
ومن بين 117 شاحنة دخلت غزة عبر معبر رفح مع مصر، منذ 21 من الشهر الجاري، حملت 57 شاحنة على الأقل مواد غذائية وثلاث مواد غذائية، بما في ذلك الأطعمة الجاهزة للأكل مثل التونة المعلبة واللحوم المعلبة وغيرها من المواد غير القابلة للتلف.
وتوزع جميع المواد الغذائية في ملاجئ إيواء تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ومنذ 11 من الشهر الجاري، تعاني غزة من انقطاع كامل للكهرباء، في أعقاب قيام إسرائيل بوقف إمدادات الكهرباء والوقود إلى غزة، الأمر الذي أدى بدوره إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.
وأجبر ذلك البنية التحتية الخدمية الأساسية على الاعتماد على المولدات الاحتياطية، والتي تعتبر محدودة بسبب ندرة الوقود في القطاع والبضائع التي تدخل غزة لم تشمل الوقود حتى الآن.
في هذه الأثناء، قال بيان الأمم المتحدة إن مستشفيات غزة تواجه مستوى غير مسبوق من الدمار، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى العدد الهائل من الإصابات والنقص الحاد في الموارد الحيوية والمخاوف من استهدافها بالغارات الجوية.
وخلال الـ 24 ساعة الماضية، وفي مناسبتين منفصلتين، قصف محيط مستشفى القدس في شمال غزة؛ مما يؤثر على الموظفين والمرضى و14 ألف نازح.
وفي الفترة نفسها، تعرضت مباني سكنية بالقرب من المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا ومستشفى الشفاء في مدينة غزة للقصف، بحسب ما ورد، جراء غارات جوية.
ومنذ بدء هجمات الاحتلال الإسرائيلي، أغلقت أكثر من ثلث المستشفيات في غزة (12 من 35) وما يقرب من ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية (46 من 72) أبوابها بسبب الأضرار أو نقص الوقود، مما زاد الضغط على القطاع الصحي.
كما أدت هجمات إسرائيل المستمرة إلى تهجير معظم العاملين في المجال الطبي في غزة، مما أجبر المستشفيات على العمل بأقل من ثلث مستويات طاقمها الطبيعي، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وما تزال المستشفيات تعاني من نقص حاد في الوقود، مما أدى إلى تقنين صارم واستخدام محدود للمولدات الكهربائية لأداء الوظائف الأساسية فقط.
علاوة على ذلك، فإن صيانة وإصلاح المولدات الاحتياطية، التي لم تكن مخصصة في الأصل للتشغيل المستمر، أصبحت صعبة بشكل متزايد بسبب ندرة قطع الغيار.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 8306 منذ بدء هجمات إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الجاري.
وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة خلال مؤتمر صحفي في مجمع الشفاء الطبي في غزة، إن من بين إجمالي الشهداء 3457 طفلا و2136 امرأة بالإضافة إلى 21048 مصابًا.
وذكر القدرة أن هجمات إسرائيل المتواصلة على قطاع غزة أخرجت 25 مستشفى عن الخدمة فيما تم استهدف 25 سيارة إسعاف، داعيا سكان غزة إلى التوجه للمشافي للتبرع بالدم بسبب عدم توفر كميات كافة منه لإنقاذ المصابين.