في مفاجأة غير سارة للولايات المتحدة واليمن، أسفر تحليل الحمض النووي “DNA” لرفات قتلى الغارات الجوية بصنعاء مطلع الشهر الجاري عن الفشل في العثور على أي دليل يثبت وفاة السعودي إبراهيم العسيري “صانع قنابل القاعدة” الذي تحلم الولايات المتحدة بأن تراه جثة هامدة.
وأكدت شبكة “CNN” الأمريكية نقلا عن مصادر داخل مطلعة داخل المملكة، أن اختبارات الحمض النووي التي تم إجراؤها أظهرت أن الرفات ليس لإبراهيم العسيري.
وكانت المملكة حصلت على الحمض النووي لمطابقته مع العينة التي تحتفظ بها الجهات المختصة لشقيق العسيري “عبد الله” الذي قضى منتحرًا عندما نفذ محاولة اغتيال باءت بالفشل ضد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية آنذاك في منزله بجدة في 2009.
كما أكدت المصادر ذاتها أن النتائج كانت سلبية أيضًا بالنسبة لمطابقة الحمض النووي لناصر الوحيشي، الذي يعتقد أنه زعيم تنظيم القاعدة في المملكة، والذي يعتبر الرجل الثاني وولي العهد في التنظيم العالمي الذي يتزعمه أيمن الظواهري.
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة “إنترناشونال بزنس تايمز” الأمريكية أن العسيري يُعتقد أن يكون ما زال حيًّا، خاصة أن مصادر استخباراتية أمريكية أكدت أن العسيري لم يكن بين المقتولين في الغارة الجوية التي شنتها القوات الأمريكية على اليمن.
وتعتقد المصادر الأمريكية ذاتها ألا يكون العسيري قد أُصيب بسوء أيضًا.
وتحاول أمريكا بكل الطرق التأكد من وفاة العسيري، وكانت اليمن تنتظر نتائج تحليل “DNA” لتعلن مقتله، فيما استلمت المملكة جثة واحدة للتوصل إلى قول فصل ونهائي في مصيره.
ويُنظر إلى العسيري على أنه العقل المدبر والمصمم للمتفجرات الأكثر “إبداعًا وإزعاجًا” على الإطلاق –حسب قول CNN- وينسب له علاقته بما يسمى قنبلة الملابس الداخلية التي عثر عليها في الطائرة الأمريكية عام 2009، وقنابل الطابعات التي كانت ستشحن إلى الولايات المتحدة العام التالي على متن طائرة أمريكية، فهو من ضحى بشقيقه الأصغر في تفجير انتحاري في محاولة فاشلة لاستهداف رئيس مكافحة الإرهاب في المملكة عام 2009.
وكانت محافظتا أبين وشبوة اليمنيتان شهدتا قبل أيام ما وصف بأنه “أكبر عملية عسكرية” تستهدف مواقع تابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أسفر عن مقتل 65 شخصًا على الأقل، قبل أن تنتشر معلومات أن من بين القتلى العقل المدبر لتفجيرات القاعدة الأخطر على الإطلاق إبراهيم العسيري.
ورغم تأكيد مسؤولين أمريكيين أن العملية الأخيرة في اليمن لم تستهدف “العسيري” بشكل مباشر؛ إلا أن ذلك لا يخفى خوف وانزعاج وقلق الولايات المتحدة من بقاء الرجل حيًّا، ورغبتها المحمومة في القضاء عليه ورؤيته جثة هامدة.