شدد سمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في حوار شامل مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، على ضرورة التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وبما يرضي الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، كما عبر عن قلقه من سباق التسلح النووي، مشيراً إلى إنه في حال امتلاك طهران السلاح النووي، فستفعل الرياض المثل، ووصف الأمير الشاب السعودية بأنها أعظم قصة في القرن الواحد والعشرين.
وشمل الحوار الذي أجراه بريت باير، كبير مذيعي “فوكس نيوز”، مع ولي العهد، عدداً من المحاور والقضايا الدولية والمحلية، وتطلعاته بشأن مركز المملكة على المستويات كافة اتساقاً مع مكانتها الأدبية والروحية باعتبارها بلاد الحرمين الشريفين.
وأجاب حوار سمو ولي العهد مع القناة على الاستفسارات والتساؤلات التي تشغل بال المتابعين في جميع أنحاء العالم.
التغيير في السعودية
قال ولي العهد أن السعودية حريصة على التقدم والنمو، وإيجاد اقتصاد مزدهر، وأشار “سموه” إلى أن السعودية تسير في المسار الاقتصادي الصحيح، ونسعى إلى أن نكون في المراتب السبعة الأولى، كما تُعد السعودية من أسرع الدول نمواً في مجموعة العشرين، واحتلت في عام 2022 المرتبة الثانية للأسرع نمواً في المجموعة من حيث الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ما وضعها في منافسة جيدة مع الهند من حيث سرعة النمو.
وفي حديثه عن التغيرات التي تشهدها السعودية في الوقت الحالي من كل جوانب المملكة الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، قال: كنا نعاني من مشاكل في الماضي، وأتيحت لنا فرص لم نستغلها، والآن نستثمرها للمُضي قُدماً في السعودية.
وأضاف “سموه” أن: الهدف الحالي هو الوصول بالسعودية إلى الأفضل دائماً، وتحويل التحديات إلى فرص، لافتاً إلى أن: رؤية 2030 هي رؤية طموحة، وحققنا مستهدفاتها بشكل أسرع، ووضعنا مستهدفات جديدة بطموح أكبر.
وتابع: “وتيرة تقدمنا لن تتوقف أو تهدأ ليوم واحد”، وأن الشعب السعودي مؤمن بالتغيير وهم من يدفعون لذلك.. وأنا واحد منهم.
وأعرب “سموه” عن تفاؤله بمشروع الربط بين الهند وأوروبا، قائلاً إنه سيختصر الحركة الاقتصادية ما بين 3 إلى 6 أيام.
وأعرب ولي العهد عن طموحه بأن تصبح المملكة من ضمن أكبر 7 اقتصادات في العالم، وذلك بعد أن تبوأ الاقتصاد السعودية المرتبة السابعة عشر عالمياً، والخامسة عشر بين دول مجموعة العشرين.
امتلاك سلاح نووي والعلاقة مع إيران
وفي معرض رده على سؤال المذيع حول ما إذا كانت السعودية قلقة من امتلاك إيران السلاح النووي، فقال سموه: نحن قلقون من امتلاك أي دولة السلاح النووي، وإذا امتلكت إيران أسلحة نووية فسنقوم بالمثل. إذا حصلوا عليه فيتعين علينا أن نحصل عليه.
ووصف سموه ذلك إن حدث بأنه “تحرُّك سيء”، وأضاف سموه: “لا تحتاج إلى امتلاك سلاح نووي؛ لأنك لا تستطيع استخدامه. وإن أي دولة تستخدم السلاح النووي فهذا يعني أنها تخوض حربًا مع العالم بأكمله”.
وشدَّد سموه على أن “العالم لا يريد أن يشهد هيروشيما أخرى؛ إذ رأى العالم مئة ألف شخص من القتلى. هذا يعني أنك في حرب مع العالم أجمع؛ لذا الوصول إلى سلاح نووي جهد ضائع؛ لأنك لا تستطيع استخدامه، وإذا استخدمته ستخوض معركة كبرى مع العالم أجمع”.
ووصف الأمير محمد بن سلمان العلاقات مع إيران بأنها تتقدم بشكل جيد، معبراً عن أمله في استمرارها؛ لصالح أمن المنطقة واستقرارها، لافتاً إلى أن الصين هي من اختارت التوسط بين الرياض وطهران.
وشدد على إن السعودية هي أكبر داعم لليمن في الماضي واليوم وفي المستقبل، ونتطلع لحل سياسي مُستدام.
وأضاف “سموه”، إننا نتطلع لأن تنعم المنطقة ودولها كافة بالأمن والاستقرار لتتطور وتتقدم اقتصادياً.
القضية الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل
شدد ولي العهد على إن القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة مهمة للغاية، وقال سموه: “نحن بحاجة إلى حلها، وهناك مفاوضات جيدة مستمرة حتى الآن، وسنرى إلى أين سنتوصل في هذه المفاوضات. ونأمل أن نصل إلى حل، تسهل فيه حياة الفلسطينيين، ويعيد إسرائيل كعنصر في الشرق الأوسط”.
ورداً على سؤال محاوره حول إمكانية التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ولي العهد إنه في حال استطاعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إبرام أكبر صفقة تاريخية منذ نهاية الحرب البادرة بين الرياض وتل أبيب، فسوف تبدأ حينها العلاقة مع إسرائيل، وستستمر، وذلك بصرف النظر عن شخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وفند ولي العهد الشائعات حول تعليق المباحثات بشأن العلاقات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن ذلك غير صحيح، وأن المفاوضات تتقدم يوماً بعد الآخر.
السياسة البترولية
ولفت ولي العهد إلى إن سياسة السعودية البترولية يحكمها العرض والطلب، وأن بلاده ملتزمة باستقرار أسواق النفط.
وأضاف سموه: أن قرارات “أوبك +” لا تدعم طرفاً على حساب الآخر، ونتطلع أن تنعم المنطقة وكافة دولها بالأمن والاستقرار لتتقدم اقتصادياً.
واستكمل سمو ولي العهد، أنه لكي نحقق أهدافنا في المملكة يجب أن تكون المنطقة مستقرة.
العلاقة مع “بايدن”
ذكر ولي العهد أن العلاقات متميزة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لافتاً إلى أن هناك عمل ثنائي في الكثير من الملفات المُشتركة. ولفت سموه إلى أن أسامة بن لادن عدو مُشترك للسعودية وأمريكا، وكان يخطط للوقيعة بين البلدين.
بريكس وG7
أوضح الأمير محمد بن سلمان أن مجموعة بريكس لا تُمثل أي نوع من المنافسة الجيوسياسية لأمريكا أو الغرب، كاشفاً عن محاولة المملكة الانضمام إلى مجموعة G7، لكن بعض الدول أرادت إملاء شروطها على السعودية.
النمو الرياضي
وأشاد ولي العهد، بنمو الاستثمار والاهتمام الرياضي في السعودية، وردَّ على الاتهامات بـ”الغسيل الرياضي” بقوله: “إذا كان الغسيل الرياضي سيزيد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة واحد في المئة فسأستمر في ممارسة الغسيل الرياضي”.
وتحدَّث ولي العهد خلال اللقاء عن قضية جمال خاشقجي، وقال: “إن أي شخص متورط في مقتل خاشقجي يقضي عقوبته في السجن، ويجب أن يواجه القانون”.
وأضاف: “نأخذ كل الإجراءات القانونية التي تتخذها أي دولة. لقد فعلنا ذلك في السعودية، وتم إغلاق القضية. وأيضاً نحاول إصلاح النظام الأمني؛ للتأكد من أن هذا النوع من الأخطاء لن يحدث مرة أخرى. ويمكننا أن نرى في السنوات الخمس الماضية لم يحدث شيء من هذه الأشياء. وهذا ليس جزءاً مما تفعله السعودية”.
القطاع السياحي
وذكر ولي العهد أن السياحة السعودية جذبت 40 مليون زيارة ونستهدف من 100 إلى 150 مليوناً في 2030. وأضاف “سموه”: أن استثمارنا في السياحة رفع نسبة إسهامها في الناتج المحلي من 3% إلى 7%..
وبشأن المتردّدين في زيارة المملكة، قال ولي العهد، إن المملكة العربية السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الواحد والعشرين، ووجه سموه سؤال استنكاري بابتسامة إلى محاوره: “هل تريد أن تفوت تلك القصة؟.. هذا قرارك”.
كيف يقضي أوقاته؟
أوضح ولي العهد كيفية قضائه وقت فراغه، مشيراً إلى أنه يباشر بعض ألعاب الفيديو مع أبنائه أو أصدقائه لبعض من الوقت.
وأكمل سمو ولي العهد، حينما أكون بالخارج أمارس المشي، والغوص، والاستمتاع بالطبيعة، متابعاً: “هذه أكثر الأشياء التي أفعلها في الخارج”.
وأردف سموه، أن هناك بعض الأمور الأخرى، مثل: الغولف والبادل وكرة السلة وغيرها، ولكن الشيء الأساسي المشي والغوص.