أكدت الأمم المتحدة أن القوات المناوئة للحكومة في جنوب السودان قتلت مئات المدنيين الذين كانوا يحتمون في مسجد، ومستشفى، وكنيسة، عندما سيطروا على مدينة بانتيو الغنية بالنفط الأسبوع الماضي.
وكان المسلحون الموالون لنائب الرئيس السابق في جنوب السودان، رياك ماشار، قد استعادوا السيطرة على بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة، قبل ستة أيام، حسبما أفادت شبكة “بي بي سي” الإخبارية.
ونددت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بما وصفته بأنه قتل يستهدف المدنيين بناء على أعراقهم. وقالت البعثة: إن أعضاء المعارضة استخدموا محطة الإذاعة المحلية لبث رسائل لنشر الكراهية. لكن المتمردين ينفون تلك الادعاءات.
تأليب
وقالت البعثة إن أكثر من 200 مدني، كانوا في المسجد الرئيسي في المدينة، قُتلوا وأُصيب أكثر من 400.
وأضافت أن مذبحة أخرى حدثت في كنيسة وفي مستشفى، وفي مجمع مهجور لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
واستخدم المسلحون محطة الإذاعة المحلية ليطالبوا بإجبار الجماعات المنافسة على الخروج من المدينة، ودفع الرجال إلى اغتصاب النساء من الجماعات العرقية المعارضة.
ولا تزال قوات الحكومة في جنوب السودان تُقاتل المتمردين الموالين لمشار منذ شن المتمردون هجومًا جديدًا يستهدف حقول النفط الرئيسية.
واتخذ الصراع في البلاد بُعْدًا عرقيًّا؛ إذ تؤلب قبيلة الدينكا، وهي القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس سلفا كير، المنتمين إليها على قوات مليشيات قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.
ملاحقة المعارضين
وقال محققو حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، إن المسلحين الموالين لنائب الرئيس السابق قضوا يومين بعد الاستيلاء على بانتيو من أيدي قوات الحكومة عقب معارك شديدة الثلاثاء الماضي، يلاحقون من يعتقدون أنهم يعارضونهم.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في بيان، إن المتمردين قتلوا أشخاصًا من جنوب السودان ومن السودان من منطقة دارفور التي مزقتها الحرب.
وأضاف البيان أن المتمردين “فتشوا عددًا من الأماكن؛ حيث كان مئات المدنيين من جنوب السودان، والأجانب يختبئون، وأنهم قتلوا مئات المدنيين بعد تحديد أعراقهم أو جنسياتهم”.
وأفاد أفراد في قوات حفظ السلام الدولية بأنهم شاهدوا عشرات الجثث في ثياب عسكرية في شوارع مدينة بانتيو.
جريمة حرب
وكان مسلحون قد اقتحموا مجمع الأمم المتحدة، بعد يومين من الاستيلاء على المدينة، وقتل في الاقتحام 58 شخصًا، وقد تصدت قوات حفظ السلام للمسلحين لحماية أكثر من 5000 شخص يختبئون في المجمع كان المسلحون يريدون قتلهم.
وقال مجلس الأمن الدولي إن الهجوم قد “يُعد جريمة حرب”.
وخلف الصراع في جنوب السودان، الذي حصل على استقلاله عن السودان عام 2011، آلاف القتلى، وأجبر نحو مليون شخص على ترك منازلهم.