في “فيسبوك” رسالة بالإنجليزية تتحدى الولايات المتحدة ونيتها بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، وتجردها من الشجاعة للإقدام على ما تنويه كعقاب منها للنظام الذي تتهمه بأنه قام بمجزرة كيماوية حصد بها الأسبوع الماضي مئات السوريين واهتز لها ضمير العالم.
الرسالة كتبها طفل ذكر في حسابه أن والده هو بشار الأسد، لكن ما قاله ليس دليلاً على أنه ابن الرئيس السوري، بل القرينة الأهم على أنه قد يكون فعلاً حافظ بشار الأسد هم أصدقاؤه في الموقع، ممن كتب بعضهم تعليقات إعجاب برسالته الصغيرة.
ومعظم أصحاب التعليقات هم أبناء عائلات علوية شهيرة وغيرها من طوائف أخرى، كما وأبناء مسؤولين سابقين وحاليين في الدولة، بحسب ما يبدون من صورهم وحساباتهم التي تجولت فيها “العربية.نت”، كما وفي حسابه أيضاً بـ”الفيسبوك”، ولم تجد بينهم من كتب مشككاً بهويته.
بين من كتبوا “لايك” أسفل الرسالة أبناء للواء الراحل آصف شوكت، إضافة إلى أن الطفل نشر صورته، وهي لحافظ بشار الأسد، إلى جانب ما ذكره عن مدرسته الابتدائية بأنها “مونتيسوري” وهي بالديماس قرب قرى الأسد، وفيها درس أبناء الرئيس السوري الثلاثة: حافظ البالغ عمره 11 سنة و9 أشهر، وزين وكريم.
أهم من كتبوا تعليقات إعجاب برسالة حافظ هم باسل وشقيقتاه بشرى وأنيسة شوكت، أبناء بشرى الأسد، الشقيقة الوحيدة للرئيس السوري من زوجها آصف شوكت، نائب رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع القتيل في منتصف العام الماضي بتفجير قام به “الجيش الحر” وأتى على مقر الأمن القومي بدمشق حين كان بعض الوزراء والأمنيين الكبار مجتمعين فيه.
كما بين المعجبين علي وسالي، وهما ابنا اللواء محمد ناصيف خير بك، المعروف باسم أبو وائل، وهو مخابراتي من مشاهير العلويين ومنصبه منذ 3 أعوام “معاون نائب رئيس الجمهورية” برتبة وزير.
أما الرسالة التي تم نشر صورة عنها نقلاً من حساب “ابن” الرئيس السوري، فبدأها حافظ الأسد الذي درس الإنجليزية أيضاً بمدرسة Berlitz وهي فرع من مؤسسة تعليمية أميركية في حي البرامكة بدمشق، بقوله إن الأميركيين “ربما كان لديهم أفضل جيش بالعالم، وأفضل سفن وطائرات ودبابات مما عندنا، لكن جنود؟ لا أحد لديه جنود كالذين عندنا في سوريا”، وفق تعبيره.
ويبدأ حافظ الصغير الفقرة الثالثة والأخيرة من الرسالة بعبارة: “أريدهم فقط أن يقوموا بالهجوم، لأني أريدهم أن يرتكبوا خطأ كبيراً ويبدأوا بشيء لا يدركون نهايته”، طبقاً لما كتب، أو طبقاً ربما لما كتب شخص آخر في حسابه.. ومن يدري، فقد يكون الآخر هو بشار الأسد نفسه.