تُخفي الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الأسرار، لكن القليل منها تحرص على الحفاظ عليه بشدة؛ منها كيف يستخدم الجيش الأمريكي تكنولوجيا صوتية معقدة للتنصت على ما يفعله المنافسون على عمق ألف قدم تحت الماء.
وأحد هذه الأنظمة السرية، التقط ما يعتقد المسؤولون أنه صوت انفجار الغواصة “تيتان”، بعد ساعات من بدء رحلتها لموقع غرق السفينة تايتانيك الأحد الماضي، وقد أرسلت البحرية الأمريكية هذه المعلومات إلى قيادة حرس السواحل.
ورغم أن البحرية لم يمكنها التأكيد بشكل لا يقبل الشك أن صوت الانفجار صادر عن الغواصة “تيتان”، فإن المعلومات التي قدمتها ساعدت في تقليص مساحة البحث عنها قبل العثور على حطامها الخميس.
وتعود جهود الولايات المتحدة لتطوير أنظمة مراقبة تحت الماء إلى أكثر من قرن مضى، فجهاز السونار الذي يستخدم الموجات الصوتية لتحديد مواقع الأشياء استخدمه البريطانيون في الحرب العالمية الأولى لتحديد مواقع غواصات الأعداء.
وطورت الولايات المتحدة سونار بعيد المدى استخدمته خلال الحرب العالمية الثانية لتحديد مواقع الغواصات الألمانية في المحيط الأطلسي، وفي بدايات الحرب الباردة، عملت الولايات المتحدة على نظام مراقبة صوتي أطلقت عليه اسم “سوسوس” لكشف مواقع الغواصات النووية السوفياتية.
وذكر المحلل التقني لدى مؤسسة “راند” برايان تانيهيل، أن “سوسوس” ما زال مستخدماً حتى اليوم، وعلى الأرجح التقط أصوات انفجار غواصة “تايتان”، لكن ربما استخدمت أنظمة أخرى أيضاً في البحث، وقد يمر وقت طويل قبل أن تبوح الحكومة بأسرارها في هذا الموضوع، وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.