يبوح المسجد الأثري بمركز وادي جازان بين جنباته وجدرانه بتاريخ قديم، ربما يعود لأكثر من 400 عام ، حيث يبرز كأحد أقدم المساجد الأثرية بمنطقة جازان ، التي حافظت على بناءها القديم .
ورغم أن المصادر التاريخية، لم تؤكد تاريخًا بعينه لبناء المسجد، إلا أن فريق “موسوعة آثار منطقة جازان”، أجرى مسوحات ميدانية لجدران المسجد والمحراب، وكذلك الأقبية فوق المسجد حيث لم يتسنّ وجود شبيه مقارن لها في منطقة جازان ، ولذلك تعثّر إرجاع بناءه لفترة من الفترات الزمنية في المنطقة .
ويقع المسجد على تلٍّ مرتفع في ما يعرف بالميدان جنوب بلدة الريان بمركز وادي جازان، حيث يبدو محرابه وبناءه العتيق، متقدمًا التوسعة الحديثة التي أُلحقت بالمسجد ، لاستيعاب كثافة المصلين ، هناك حين تخطو نحو المسجد القديم لابد أن تمر من تلك التوسعة الحديثة التي أضيفت جنوب المسجد في العام 1432هـ ، والتي تبلغ مساحتها نحو 300 مترًا مربعًا وبسعة تزيد عن 250 مصلٍّ ، حيث تصلُ باب المسجد القديم .
ويلحظُ الزائر، متانة البناء للمسجد الذي حافظ على نمطه التقليدي رغم مئات السنين ، حيث بلغت مساحة المبنى الأثري عند بناءه نحو 120 مترًا مربعًا ، متسعًا لنحو 100 مصلٍّ ، حيث أُستخدمت الصخور الحجرية وقطع من الطين المحروق في البناء ، إلى جانب الاعتماد على صلابة الجدران الخارجية واتساع عرضها ليصل نحو المتر الواحد ، فيما تتوسط المسجد قاعدتان مستطيلتان من الصخور الحجرية ، ترتبطان معًا وبجدران المسجد عبر أقواس حجرية أخرى ، تحمل ستة قُباب على شكل عرائش تشكل سقف المسجد .
وأولى فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة جازان المسجد اهتمامًا متواصلًا ، فيما ظلّ المسجد عبر تاريخه الطويل قديمًا وحديثًا منارةَ علمٍ ودارًا للعبادة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم .