في زيارة هي الأولى له منذ العام 2009، يصل الرئيس باراك أوباما إلى الرياض، بعد غد الجمعة، في زيارة محورية تعكس أهمية العلاقة الثنائية بين الجانبين والتحالف الاستراتيجي الذي يتخطى تطورات مرحلة، وعمره أكثر من سبعة عقود.
وتوقع خبراء أن تهيمن قضايا الاستقرار الإقليمي والأزمة الإيرانية وأمن الخليج والأزمة السوري والأوضاع في مصر على المحادثات، فضلا عن توقعات بضغط الرياض لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وضمان انتخابات نزيهة في العراق.
“أمن الخليج”
وتوقع واين مادسن، الكاتب المتخصص في الشؤون الدولية والضابط السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، أن يتصدر الملفان السوري والإيراني، محادثات الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع خادم الحرمين الشريفين يوم الجمعة المقبل.
وقال “مادسن”، في حوار أجرته معه “عكاظ” ونشرته بعددها الصادر اليوم الأربعاء، إن “أوباما” سيحمل خلال زيارته للمملكة العديد من المبادرات حيال إيجاد حلول لقضايا المنطقة، خاصة الأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية حريصة حيال تعزيز علاقاتها مع الرياض وستكون في نفس الوقت حذرة جدا في مفاوضاتها المستقبلية مع إيران عبر مجموعة (5+1)، لافتًا إلى ضرورة منع طهران من المضي قدمًا في برنامجها النووي الذي يمثل تهديدًا للأمن والسلام في المنطقة.
وأشار الضابط السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إلى أن المملكة لديها القدرة الكافية والتجربة الإيجابية للتعامل مع ملف الإرهاب واجتثاث بؤر الإرهابيين.
وحول إمكانية منع الولايات المتحدة انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، لفت إلى أن الموضوع ازداد تعقيدًا وصعوبة بسبب امتلاك إسرائيل لما يزيد على 400 سلاح نووي، بالإضافة إلى امتلاكها قنابل انشطار نووي واندماج نووي ونيوترونية.
“حليف صلب”
في الوقت نفسه، نقلت “الحياة” في عددها الصادر اليوم، عن مسؤول أمريكي، قوله إن الزيارة ستبحث في “العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة والتعاون الثنائي للدفع بالمصالح المشتركة، خصوصًا الأمن في الخليج والأمن الإقليمي والسلام في الشرق الأوسط ومكافحة التطرف وقضايا أخرى”.
وشدد المسؤول على عمق العلاقة الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، واصفًا إياها بـ”الصلبة” في المجال الأمني والدفاعي، وقال إن “التحالف يتخطى التغييرات والتبدلات النوعية في المنطقة وواشنطن لا تستبدل حلفاءها”.
“روحاني في الرياض”
في حين، ذكر الخبير في معهد “وودرو ويلسون”، ديفيد أوتاواي، أن محادثات أوباما ستتطرق بالدرجة الأولى الى أمن الخليج والملف النووي الايراني، والتزام واشنطن منع ايران من امتلاك سلاح نووي.
وأكد أن السعودية “تؤيد المفاوضات الدبلوماسية وستكون شريكًا أساسياً لإنجاحها”.
وأضاف: “ومن هنا قد يبحث الجانبان في إمكانية زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني الرياض، كما سيكون أمن واستقرار منطقة الشرق الأدنى على الطاولة إضافة إلى البحث في المرحلة الانتقالية بمصر والوضع في سوريا”.
وأشار أوتاواي إلى أن الجانب الأمريكي، وإلى حد بعيد “عدل موقفه من التطورات في مصر وهو يتلاقى مع الرياض اليوم”، وفي الملف السوري من المتوقع أن يبحث الرئيس الأمريكي في إمكانية دعم المعارضة المعتدلة وضرب المجموعات الإرهابية في سوريا، وهو ما كان مدار المحادثات أثناء زيارة وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، إلى واشنطن الشهر الماضي.
إلا أنه لاحظ استمرار الخلاف الأمريكي- السعودي في مقاربة الوضع في العراق، والموقف من رئيس الوزراء نوري المالكي، إضافة إلى التعاطي مع عملية السلام، التي تراها المملكة أحد أعمدة استقرار المنطقة، وستدفع باتجاه الضغط على إسرائيل وإنجاح العملية التفاوضية.
ومن المتوقع أن يلتقي أوباما مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، الجمعة، وسيرافقه أركان إدارته بينهم وزير الخارجية جون كيري وقيادات من الدفاع والاستخبارات.