مع استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا لليوم التاسع على التوالي، وسط تصاعد التوتر بين موسكو والغرب، شدد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على أن “الحرب في أوكرانيا اعتداء على العالم أجمع”.
وأكد “بلينكن” في بروكسل أنه “لا يمكن السماح لدولة بأن تهيمن على جيرانها”، كما أضاف أن “التحالف الأوروبي الأمريكي ضروري لدعم أوكرانيا”، لافتاً إلى أن “الحرب على أوكرانيا غير مبررة وتسببت في خسائر ضخمة وتنتهك مبادئ النظام العالمي”، وفق ما نقلت “العربية.نت”.
لم ولن يدخل في صراع
وفي وقت سابق الجمعة بعد انتهاء اجتماع وزراء خارجية الدول المنضوية ضمن حلف شمال الأطلسي في بروكسل، شدد أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، على ضرورة انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، محذراً من تبعات الهجمات الروسية على أمن المنطقة.
وأكد “ستولتنبرغ”، خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، أن الحلف مستعد للدفاع عن أي شبر من أراضي الدول الأعضاء، مشدداً في الوقت ذاته على أنه لم ولن يدخل في صراع أو حرب مع روسيا، غير أنه حذر من أن القتال قد يؤدي لحرب واسعة النطاق في أوروبا ويفاقم المعاناة، لا سيما إذا عمد حلف شمال الأطلسي إلى فرض حظر طيران في الأجواء الأوكرانية.
وقف الحرب فوراً دون شروط
كما دعا “ستولتنبرغ” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف الحرب فوراً دون شروط، محذراً من أن الأيام المقبلة قد تكون الأسوأ على أوكرانيا، لافتاً: “قلنا إن روسيا ستدفع ثمناً باهظاً لهجومها هذا”.
كذلك أعلن ستولتنبرغ أن دول الحلف ستواصل دعم كييف في مواجهة الهجمات الروسية. وأضاف: “دربنا عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين منذ 2014″، مؤكداً أن بوتين استخف بقوة صمود الجيش الأوكراني.
خيار الدبلوماسية متاح
إلا أنه لفت في الوقت ذاته إلى أن الناتو لا يزال ملتزماً بالإبقاء على خيار الدبلوماسية متاحاً، مطالباً بوتين بالمشاركة في الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.
أما في ما يتعلق بفرض حظر طيران فوق الأجواء الأوكرانية، فأكد أن جميع أعضاء الحلف متفقون على رفض هذا الطلب الذي تقدمت به كييف؛ لأن من شأن تلك الخطوة أن تفضي إلى ما يشبه الحرب الشاملة في أوروبا.
توتر غير مسبوق
يشار إلى أن اجتماع الناتو الجمعة أتى مع وصول التوتر في العلاقات بين موسكو والغرب إلى حد غير مسبوق، على خلفية الملف الأوكراني، والعملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في 24 فبراير الماضي.
وكانت دول الحلف قد أعلنت خلال الأيام الماضية عقوبات غير مسبوقة على الروس، طالت عشرات المصارف والمؤسسات التجارية، والأغنياء المقربين من الكرملين، بل الرئيس الروسي نفسه، ووزير خارجيته والعديد من المسؤولين الروس.
كما أكدت أنها ستواصل دعم كييف بالسلاح النوعي لمواجهة الهجمات الروسية، ما تعتبره موسكو خطاً أحمر يزيد من حدة الصراع بين الجانبين.