تدرك المملكة أهمية المحافظة على البيئة كما هي، والتوقف الفوري عن أي محاولات للعبث بها، أو محاولة تشويه صورتها والفطرة التي خلقها الله عليها، ومن هنا، تولي البلاد أهمية قصوى للمحافظة على الطبيعة، وبخاصة الحيوانات المعرضة للانقراض، وترى أنها ثروة كبيرة ينبغي البقاء عليها، والقضاء على أي محاولات لاصطيادها.
ويصنف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة النمور العربية ضمن أشد الأنواع المهددة بالانقراض؛ حيث لا يتجاوز عددها اليوم 200 نمر، ويعود ذلك لغياب الفرائس في موائلها الطبيعية إضافة إلى الصيد الجائر.
وأرادت المملكة أن تترجم حرصها على البيئة بطريقة عملية، فكان صدور قرار مجلس الوزراء مؤخراً بتحديد 10 من شهر فبراير من كل عام “اليوم” يوماً للنمر العربي، وقد وضعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا إستراتيجية للمحافظة عليه، عبر مجموعة متنوعة من المبادرات، بما في ذلك التوسع في برنامج الإكثار من خلال افتتاح مركز النمر العربي وفق أعلى المعايير الدولية في محمية شرعان الطبيعية.
ويرى العالم في قرار المملكة خطوة مهمة لترسيخ مبادئ الحفاظ على البيئة، ومؤكداً أن هذه الجهود ليست بغريبة على السعودية وقادتها، التي لطالما سلكت هذا المسار، وخصصت له كل الإمكانات الفنية والبشرية والمادية لتعزيزه.
ولا يقتصر دور المملكة في المحافظة على النمر العربي من الانقراض على قرار مجلس الوزراء، وإنما سبقه قبل نحو 3 أوام إجراء آخر مهم، بتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بإنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي في فبراير 2019. وجاء القرار ضمن إطلاق مشروع محمية شرعان الطبيعية بمحافظة العلا، إسهاماً من القيادة الرشيدة للحفاظ على النمر العربي.
وتحت مظلة رؤية 2030 التي أولت اهتماماً استثنائياً بالبيئة بكل مكوناتها، تمكّنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا من إطلاق عدد من البرامج والأنشطة لنشر الوعي بأهمية المحافظة على النمر العربي. وتسعى الهيئة إلى تحقيق عدد من الأهداف من أهمها ضمان وجود مجموعة مناسبة من النمور العربية قابلة للحياة، وتوفير فرائسها البرية في مواطنها الطبيعية، وضمان تعايشها مع المنطقة؛ وذلك تمهيداً لعودتها بشكل سليم لبيئتها الطبيعية دون حدوث مشاكل.
وبتعليمات مباشرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تهتم رؤية 2030 بالبيئة، وتضع البرامج والخطط التي تضمن سلامتها من أي ملوثات أو مهددات، أيًا كان مصدرها، وتجلى اهتمام الرؤية بالبيئة في المبادرات التي أطلقتها المملكة أخيراً، ممثلة في الرياض الخضراء، والسعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر.
ولمن لا يعرف فالنمر العربي هو أحد أنواع القطط البرية التي تستوطن أرض المملكة، كجزء من وجوده في أنحاء الجزيرة العربية، خصوصاً في المناطق الجبلية، وهو من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض نتيجة لفقد موائلها الطبيعية والصيد الجائر. وتقدر الأعداد الموجودة منه حاليًا بنحو 200 نمر.