حتلّ محافظة الداير بني مالك، المركز الأول على مستوى المملكة في عدد المزارع وأشجار البنّ الخولاني السعودي، حيث يبلغ عددها 994 مزرعة تحتضن أكثر من 218 ألف شجرة بنّ، لإنتاج أكثر من 600 ألف كيلو من البنّ الخولاني السعودي كل عام.
ويأتي مهرجان البن الخولاني السعودي الذي احتضنته الداير العام الحالي، بالتزامن مع مبادرة وزارة الثقافة “عام القهوة السعودية 2022″، والتي تأتي من منطلق المكانة العالية لذلك الرمز الثقافي المرتبط بالإرث الثقافي للمملكة، عبر تاريخ حافل بالعادات والتقاليد، وقيم الكرم والضيافة، والحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات، حتى أصبح تظاهرة ثقافية اقتصادية.
وتسعى المزارع في المحافظة إلى حصد التميّز من خلال مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية، حيث تم إعادة تأهيل 589 مزرعة، إضافة إلى برنامج التحول العضوي الذي يضم أكثر من 25 مزرعة عضوية، للخروج بممارسات زراعية أفضل، من خلال عدم استخدام المبيدات والمرشّات الكيميائية، واللجوء للسماد الطبيعي والمياه الجوفية والأمطار فقط، لإنتاج قهوة ذات جودة عالية.
وتستهدف وزارة الزراعة، بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، الوصول إلى زرع أكثر من مليون شجرة “بُن” خولاني بحلول العام 2025، عبر خطوات أبرزها تنمية نحو 60 مزرعة نموذجية بأنظمة ريّ حديث وخبراء من رواندا لتأهيل الكوادر الوطنية.
ويأتي الاهتمام الكبير بالقطاع الزراعي عامة، والبُن بشكل خاص، إلى كون السعوديين يستهلكون القهوة بكلفة بلغت نحو 102 مليار ريال سعودي سنوياً، وهو ما يقدر بنحو 80 ألف طن سنوياً، بنصيب 108 كيلوغرامات للفرد خلال السنة الواحدة.
ويشارك في نسخة المهرجان الحالية 150 مزرعة، يعرض أصحابها جهد السنين الذي رعى هذه النبتة في حضانة التربة الخصبة، لإنتاج حبة كرزية المظهر حالية المذاق، مروراً بنضجها وإخراجها من كنفها، لتأخذ فترة الحمّام الشمسي، ثمّ حمسها وطحنها، لتكون بعد ذلك جاهزة لإكرام الضيف وتعديل المزاج والمفاخرة الثقافية على مستوى العالم.
يذكر أنّ مهرجان البنّ الخولاني السعودي أقيم بمحافظة الداير خلال الفترة من 22-28 يناير الجاري، وذلك بالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة لمبادرتها “عام القهوة السعودية 2022م” للاحتفاء بالقهوة السعودية كموروث ثقافي وتاريخي.