بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة جائزة الملك فيصل، أعلنت جائزة الملك فيصل أسماء الفائزين للعام 1443هــ – 2022 م .
وأوضح أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز السبيّل أن لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل بفروعها الخمسـة (خدمةالإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم)، عقدت سلسلة من الجلسات تخللها الاطلاع على الأعمال المرشحةوتقارير المحكّمين، وقررت منح الجائزة في فرع خدمة الإسلام لهذا العام بالاشتراك لكل من فخامة الرئيس علي حسن مويني الرئيس الأسبقلجمهورية تنزانيا الاتحادية، والدكتور حسن محمد الشافعي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، مشيراً إلى أن فخامة الرئيس علي حسنمويني مُنح الجائزة لدوره في قيادة بلاده خلال فترة حكمه للتحرّر من الاستعمار والاشتراكية، حيث أدخل التعددية الحزبية، وأسَّس العديدمن الأنظمة والمؤسسات الإسلامية الاجتماعية في بلاده، بالإضافة إلى نشاطه في الدعوة الإسلامية،إذْ عمل على بث روح التسامح الديني،وإنشاء المدارس الإسلامية، وترجمة الكثير من المصادر والمراجع في الحديث والفقه والسيرة إلى اللغة السواحلية التي يتحدث بها الملايين فيشرق أفريقيا، كما اهتم فخامتة بتعليم المسلمين والرفع من مستواهم التعليمي والاجتماعي وتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وأوضح أن الدكتور حسن محمود الشافعي، مُنح الجائزة نظير خدمته العلوم الإسلامية، تدريسًا، وتأليفًا وتحقيقًا وترجمة، وإسهامه فيإنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ووضع مناهج كلياتها، وتولّي رئاستها، بالإضافة إلى جهوده في إنشاء سلسلة من المعاهدالتي تعنى بالدراسة الأزهرية، وخدمته لللغة العربية وذلك خلال رئاسته مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
كما تقرر حجب الجائزة للدراسات الإسلامية لهذا العام وموضوعها “تراث الأندلس الإسلامي”، لعدم تحقيق الأعمال المرشحة معاييرالجائزة.
وأضاف أن جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب وموضوعها (دراسات الأدب العربي باللغة الإنجليزية) قد مُنحت بالاشتراك لكل منالأستاذة في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية البروفيسورة الأمريكية سوزان ستيتكيفيتش، والأستاذ في جامعة كولمبيا فيالولايات المتحدة الأمريكية البروفيسور الأمريكي محسن جاسم الموسوي، مؤكداً أن البروفيسورة سوزان ستيتكيفيتش مُنحت الجائزة؛لامتلاكها مشروعًا نقدياً علميا، تمثل في بحوثها ودراساتها التي شملت القصيدة العربية في عصورها المتعاقبة منذ العصر الجاهلي حتىالقصيدة الإحيائية في العصر الحديث، إلى جانب تميزها في قراءة النص الشعري في سياق نظري محكم، ومنهج تحليلي رصين، ومحاولةجادة لتجديد المنظور النقدي للقصيدة العربية الكلاسيكية، عبر الاستعانة بعلوم الأنثروبولوجيا والنظرية الأدبية والبنيوية وما بعد البنيويةوالفلكلور وتاريخ الأديان.
وأما البروفيسور محسن جاسم الموسوي فقد مُنح الجائزة؛ لتجديده في دراسات النثر العربي القديم والحديث، وتميز دراساته بنقد علمي،ومعرفة بالنظريات النقدية العالمية، وتأثير دراساته وأبحاثه تأثيراً واسعاً على دارسي الأدب العربي في الغرب والعالم العربي، لما له من تميزفي الطرح، والاستدلال، والتأويل النقدي، بالإضافة إلى انفتاحه على النص الإبداعي العربي والعالمي، سردا وشعرا، وتناوله الأدب العربيبصفته أدبا عالميا.
وأجمعت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للطب على منح الجائزة لهذا العام ، وموضوعها “تقنيات تعديل الجينات”، للأستاذ في جامعةهارفارد، ومعهد ماسيتيوشس للتكنولوجيا (MIT) البروفيسور الأمريكي ديفيد على منحه الجائزة؛ لإسهاماته الفعالة في تطوير ميكانيكيةالتعديل الجيني التي مثلت ثورة علمية، من خلال تطوير الجيل الثاني من هذه التقنية، مما سيكون له تطبيقات فعالة في علاج الأمراضالنادرة والشائعة، كما كان له جهود علمية ودور كبير في التعرف على أساسيات وميكانيكية هذه التقنية، ويعد إنجازه في اختراع تقنياتالتعديل القاعدي والتحرير الأولي الذي عزز تطوير تقنيات التعديل الجيني لتصبح أكثر دقة وتطويعا في التطبيقات الطبية.
وقرّرت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للعلوم منح الجائزة لهذا العام، وموضـــوعهـا (الريــاضـــيات) بالاشتراك، لكل من الأســـتاذ فيImperial College London البروفيسور البريطاني مارتن هايرر لتميز أعماله في استحداث طرق مبتكرة في تحليل المعادلاتالتفاضلية العشوائية، والوصول إلى منظور جديد في مجال الأنظمة العشوائية اللامتناهية، ثنائية الأبعاد المتكررة وغيرها مثل “معادلاتنافييه–ستوكس” و”KPZ“، كما أن تقديمه التراكيب المنتظمة وفَّر إطاراً مرناً وواضحاً لعمليات فصل النواحي الجبرية، والاحتمالية والتحليليةفي المعادلات التفاضلية الجزئية العشوائية التي تتطلب إعادة تقييمٍ ذاتي في الميكانيكا الإحصائية، إلى جانب الأستاذ في جامعة نيويوركالبروفيسور التونسي نادر المصمودي؛ لجهوده المتميزة في تحليل المعادلات غير الخطية التفاضلية والجزئية، وإسهاماته البارزة في النظرياتالرياضية لديناميكيات الموائع من خلال إدخال تقنيات رياضية مبتكرة، خاصة دراساته لحالات الاستقرار أو انعدامه في حركة الموائع كماتصفها “معادلات نافييه–ستوكس” التي لم يتمكن علماء الرياضيات من وضع نظرية أساسية تتعلق بحلها، ليقوم المصمودي لاحقا بتطويرأعمال الفيزيائي الروسي “ليف لانداو” في مجال إحصائيات السوائل.
وفي شأن متصل زار الأمير خالد الفيصل مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وتجوّل في أقسامه ، ويوفر المركز منصة معرفيةتجمع الباحثين والمؤسسات الأكاديمية لإنتاج بحوث أصيلة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والمشاركة في الحوارات العلمية والفكريةوالثقافية، كما يؤدي أدوارًا متنوعة بدءًا من النشر والمكتبة إلى الأرشيف والمتحف بهدف إثراء المشهدين العلمي والثقافي محليًّا وعالميًّاودعمها ببحوث أصيلة وموارد وخبرات فريدة، يُضاف إلى ذلك نشر المعرفة وتمكين البحث العلمي وحفظ التراث الإنساني.
وتركز إسترتيجية المركز على تحقيق العديد من الأهداف من أبرزها: زيادة الوعي والمعرفة بتراث الملك فيصل بن عبدالعزيز –يرحمه الله– لحفظذكراه وتوثيق إسهاماته في خدمة الإنسانية، وتشجيع الحوار ودعمه وتقوية عرى التعاون المعرفي، كذلك التركيز على الإنتاج البحثي فيالعلوم الإنسانية والاجتماعية، وحفظ التراث الإسلامي وتحقيقه، بالإضافة إلى رفع مستوى البنية التحتية التقنية والتطبيقات الإلكترونيةوالحضور الرقمي.
ويشمل المركز مكتبة أُنشئت عام 1405هـ/1985م، وتُعد واحدة من أهم المكتبات البحثية في المملكة، كونها تمتلك مجموعة قيمة من المصادرفي مجال العلوم الإنسانية التي حُوِّلَ غالبيتُها إلى ملفات رقمية، وتضم المجموعات العامة للمكتبة قرابة 200 ألف عنوان كتاب، وما يزيد عن40 ألف أطروحة جامعية، وأكثر من 5 آلاف دورية، وما يربو على 20 ألف شريط “كاسيت وفيديو”، أما المجموعات الخاصة فتضمالمخطوطات الأصلية والمصورة، الوثائق، الصور، اللوحات، الخرائط النادرة، والطوابع البريدية وغيرها، فيما يتولى قسم المجموعات الخاصةجمع فهارس مخطوطات المكتبات العالمية وإدخالها في قاعدة بيانات (خزانة التراث)، بالإضافة إلى إصدار فهارس مخطوطات المركز.
ويحوي المركز متحف الفيصل الذي يشتمل على نماذج متنوعة من الفن العربي الإسلامي،إذْ يضم أكثر من 200 قطعة تراثية نادرة تغطيفترة ما بين القرن الثاني والقرن الرابع عشر الهجري، وتتنوع بين المصاحف المخطوطة، والأدوات المنزلية،وآلات القتال والحرب، وأدوات صناعة الكتب وفنونها، والآلات الطبية، والمسكوكات، والمعادن المزخرفة، والفخاريات، والخشبيات، والمنسوجات.
وتوجد بين جنبات المركز دارٌ للنشر تتولى نشر مختلف الإصدارات مثل الأوراق البحثية والكتب والدوريات، كما تتولى دار الفيصل الثقافية–ذراع النشر للمركز – طباعة الكتب والدوريات التي تتوفر في المكتبات ونقطة البيع الخاصة بالمركز.
ويضم المركز دارة آل فيصل ،وهي بمثابة المنبع والمزود الرسمي والرئيس لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله – وذريته،وتسعى إلى جمع كل ما يتعلق بالملك فيصل وذريته سواء كان موثَّقًا أم مطبوعًا، أم مصورًا أم مرئيًا وسمعيًا، داخل المملكة وخارجها، كماتحتفظ الدارة بكل ما يخص الملك فيصل وذريته من الخطب والمقابلات والمؤتمرات الصحفية التي صدرت عنهم في مراحل مختلفة من حياتهمطوال مسيرتهم في خدمة الدين والوطن.