تحدثنا في تحقيقنا السابق عن اسباب تسمية صبيا بهذا الاسم وذكرنا قصة المرأة والطفل ثم دخلنا في طرح نظرياتنا عن التسمية وان منا من قال انها سبيا أي سباء ومنا من قال ليس بضرورة ان يكون للاسم دلالة هنا اخذنا ان نحدد قرارا ويكون هذا القرار مبنيا على اقوى الاحتمالات وأرجحها حتى يكون اساسا في نتائج بحثنا فكان علينا ترتب الامر من الاضعف الى الاقوى مبدين حجة كل احتمال
اولا من قال انها سبيا او سباء فكانت حجته ان الارض يمر بها الاودية الجارية وان شجر الارض يصفتها كما جاء وصفها في القران الكريم وان القران يحدث العرب بما يعرفون او لهم صلة به
ثم قراء لنا من سورة سباء قوله تعالى
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ صدق الله العظيم
هل لديك زيادة ثم ماترون من قباب وجفان وزخرف هو من صنع الجن الذين كانوا يعملون تحت يد سليمان عليه السلام وانهم بعد موته جعلوها خرابا
قلنا هل نسمع الاحتمالات الاخرى ام نفندها ونستمع قلنا بل نفندها واتفقنا على ذلك حتى نراء ضعفها من قوتها فكان ان قلنا ان الايات الكريمة تتحدث عن سباء القديمة وكيف تحولت فهي تتحث عن سباء قبل اتصال سليمان عليه السلام بها وهذا حديث قديم عنها
اما زمن اتصال سليمان عليه السلام فكان في زمن اخر ثم ذكر قوله تعالى
ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور صدق الله العظيم
فهل ترون بينها وبين حال العرب والقرى تشابه فان القرى كما علمنا وعرفنا بل وانعم الله علينا بام القرى وهذ دليل على ترابطها اكثر من تمزقها
لم يسبق للعرب ان جعلوا عليهم ملكة ولم يذكر ذلك في ديوان العرب ان جعلوا عليهم امراة بل مجدوها على اساس الام والاخت والابنة والزوجة
لم يذكر ان سبا اشتهرت بالزخرف في البناء او حتى صفة البناء لديهم
سبا تحمل تاريخا قريبا بينما ارض القرى تاريخها ابعد بكثير كيف وصبيا من القرى وهي بلاد العرب وحاضرة الجزيرة سواء كان حاضرة البحر و حاضرة الارض و حاضرة الجبل وكانت العرب متصلة فيما بينها مترابطة رغم توزعهم في جزيرة العرب وحولها الا ان لهم اسواقا يجتمعون بها وقانونا عرفيا ينهى عن المنكر ويمجد ويخلد فاعل المعرف بفعله ونرى سبا نواحي بلاد فارس والباكستان اليوم وكان الخليج العربي ملاصقا او كان هناك برا يربط بين جزيرة العرب وبلاد فارس
عندها وضعنا احتمال ان تكون سبا الاحتمال الاضعف
لنضع بين ايدنا الاحتمال الاخر انها ارض الصبية او الفتية وهم اهل الرقيم قلنا ما حجة من يقول ان صبيا هي الرقيم وان اصحاب الكهف منها
قالوا
اولا ربط الله ذكر اهل الكهف بالرقيم وهو دلالة لهم فقد تخرج امة من الامم تذكر نفس القصة او مثلها ولكن الله عرفهم لنا وحددهم بالرقيم لفك أي تشابه بهم
الرقيم ماهي هي اما كتب كتبت او منازل بنيت فان كانت كتبا فهى ما نراه بين ايدينا من قطع على نحاس وفضة تصف ازمنة و تتحدث عن حياة امم قبلنا وقد يكون الصبية وجدوها مثل ما نحن وجدناها وفهموا معنها فزادتهم ايمنا بعد ان نسيى القوم من اهلهم ذلك الامر واصبح في نظرهم اساطير من اساطير الاولين ا وان الرقيم هي قريتهم واشتهروا به وهي الزخرفة التي نعلمها والمنتشرة بين القرى وحيث انها اشتهرت به سمت الرقيم وهذا ينطبق على صبيا عدا انه من هم الذين سالوا عن الامر اليس اهل القرى فهل يسالون عن امر ليس لهم به صلة عدا اننا خلال بحثنا وجدنا اسماء لجهات توكد ما ننحوا اليه
قلنا ماذا تقولون اذا لم تذكر في اشعار العرب وهو ديوانهم قبل الاسلام
قالوا لقد كان الامر عجيبا لديهم لذا لم يذكروا امره وقد يكون ورد ذكره لكن شعر العرب اصابه ما اصابه فقد يكون حرف او بدل اوسقط لغرابته وغرابته كانت احد الاسباب في سؤال النبي محمدعليه الصلاة والسلام
قلنا واين ترون مكانهم
قالوا نراه في مسكان ما يعرف ببيوت الادارسة والمسجد لهم وهو الذي ذكر امره في القران الكريم
قلنا وما ترون في اتجاه القبلة كيف يكون قبل وله تاريخ بعيد وهو اما متجه لمكة البيت الحرام وهذا يدل على انه للادرسيين وما لبيت المقدس وهذا يدل على انه تبع اليهودية او النصارانية
قالوا لقد وضعنا احتمالين للامر الاول اما ان اتجاه القبلة كان قديما ويقصد به مكان اخر وهذا يحتاج لبحث ومعونه من الجميع للبحث فيه فنحن لدينا شكوك من ناحية تسمية الاقصى وهو البعيد فاين القريب ولمن قريب وعلى أي اساس وضعوا تلك المسميات
الاحتمال الثاني انهم ناموا او رقدوا في زمن لم تكن هناك قبلة وحين بعثوا وافاقوا كانت هناك قبله
قلنا هل انتهيتم قالوا هذا ما فهمناه ووصلنا اليه
المجموعة الاخيرة ماذا تقولون
قالوا ليس من الضرورة ان يكون الاسم دالا على شيئ يعني قولك جبل طويل وارض منبسطة ان يكون لتسمية سبب غير صفة الارض بطول جبلها او انبساط ارضها
وصبيا تعني الفتية وهي اخر القرى وزدهرت بعد ان تم اختيارها واما الشجر الذي بها من اثل وسدر هو من صنع الاسان وهذا واضح في طريقة نضمه ووضعه وكانه زرع زراعة
واما ما فيها من زخرفة للمباني فقد اخذت من اخواتها من القرى وهي قديمة لكنها اجدد من البقية او انها كانت موجودة ولكن زيد فيها فقد كانت حادثت القصر المشيد وتعطل البئر سببا اساسيا في قيامها
قلنا يعني هي قديمة ام جديدة
قالوا بنسبة لنا فهي قديمة جدا ولكن بالنسبة للقرى هي الاجدد وجاء تسميتها صبيا على ذلك وهذا ما لاحظناه في الجزر في مايعرف بفرسان والتي سوف يكن لنا عنها حديث في متابعات قادمة
قلنا هل من احتمال اخر يستحق الذكر اذا فقد ثبتنا على تلك الاحتمالات
لنضعها امامنا ونبدا في تفنيدها جميعا مجتمعين محاولين اضعاف قوتها وتقوية ضعفها ونرى ما نخرج به من نتائج اخي القارئ نحن نضعك معنا في الحدث ذاكرين كل ما دار في ذلك الوقت حتى تعرف كيف وصلنا وآلاما انتهينا
وبعد ان وصلنا في امرنا هذا الموصل استبعدنا ان تكون هي سبا وبقي لدينا احتمالين كان علينا التركيز والبحث فيها
وهي موضوع متابعتنا القادمة نامل المتابعة انتظرونا فقد اكتشفنا مفاجئة لم تكن على خاطرنا ولم نتوقعها قد تغير مفاهيم كثيرة لما تحمله من اثارة
ماذا يعني بالمسجد الاقصى وهل هناك مسجد يقابله
ماذا يقصد بالمسجد وهل هو نفسه الذي يتعبد فيه الناس من اليهود والنصارى
متى بدأ الحرف العربي وكيف واين
لا نستعجل وانتظرونا فنحن نقدم لكم خلاصة جهد شباب احبوا معرفة ارضهم قد يكون حالفهم الصواب وقد يكون لا المهم انهم اجتهدوا قدر الاستطاع